في خطوة نوعية تعكس تسارع وتيرة التحول الرقمي في المملكة، أعلنت شركة “إكويتكس” العالمية، الرائدة في مجال مراكز البيانات، عن إطلاق مشروع استثماري ضخم بالمغرب لبناء مركز بيانات من الجيل الجديد بمنطقة بوسكورة، بكلفة تناهز مليار درهم، مع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تشغيله.
ويُعد هذا المشروع محطة مفصلية في مسار تعزيز السيادة الرقمية للمملكة، حيث سيمكن من تخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات الحساسة داخل التراب الوطني، بدل الاعتماد على بنى تحتية رقمية أجنبية، مما من شأنه أن يُعزز من أمن المعلومات والمعطيات السيادية، ويُحصّن المؤسسات الوطنية من المخاطر السيبرانية.
المغرب يرسّخ مكانته كمركز رقمي إقليمي ودولي
يمثل هذا الاستثمار خطوة استراتيجية نحو تموقع المغرب كـقطب رقمي إقليمي ودولي، في ظل تصاعد الطلب العالمي على خدمات البيانات والسحابة الإلكترونية. وقد اعتُبر اختيار شركة “إكويتكس” للمملكة موقعاً لمشروعها الجديد دليلاً على الثقة الدولية المتزايدة في البيئة الاقتصادية المغربية، واستقرارها، وجاذبيتها للاستثمارات ذات الطابع التكنولوجي المتقدم.
ويأتي المشروع في سياق رؤية وطنية شاملة ينهجها المغرب لتعزيز بنيته التحتية الرقمية، وتحديث الاقتصاد، وجعل التحول الرقمي رافعة محورية للتنمية المستدامة.
فرص عمل وتأهيل رقمي عالٍ
من المنتظر أن يُحدث هذا المشروع فرص شغل عالية التأهيل في مجالات واعدة تشمل تكنولوجيا المعلومات، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، وصيانة الأنظمة الرقمية. كما سيسهم في رفع كفاءة الكفاءات المغربية، وتطوير منظومة متكاملة من المهارات التقنية المتقدمة التي تتماشى مع متطلبات السوق الرقمية العالمية.
نقطة جذب جديدة لشركات التكنولوجيا العالمية
يُتوقع أن يشكل مركز البيانات الجديد رافعة قوية لجذب المزيد من الشركات العالمية العاملة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والخدمات السحابية، لا سيما في ظل الحاجة المتزايدة للحلول الرقمية المتقدمة في شمال إفريقيا وغربها.
وتراهن المملكة، من خلال هذا المشروع وغيره من المبادرات الرقمية، على تعزيز استقلاليتها التكنولوجية، والارتقاء باقتصادها الرقمي ليكون أحد المحركات الأساسية للنمو وجذب الاستثمارات النوعية في السنوات المقبلة.
وبهذا التوجه، يواصل المغرب ترسيخ موقعه كفاعل رئيسي في مشهد الاقتصاد الرقمي العالمي، مستثمراً في المستقبل بثقة وكفاءة عالية.
التعاليق (0)