تصاعد الجدل حول أداء الركراكي (المنتخب الأول) مقارنة بوهبي (الشباب). المقال يوضح أن المقارنة غير منطقية: الركراكي "مدرب نتائج" يقود نجوماً عالميين، ووهبي "مدرب تكوين" يركز على تطوير المواهب الشابة. النقد البناء مطلوب لأداء المنتخب الأول، لكن يجب تجنب التشكيك. التكامل بينهما ضروري لبناء منتخب قوي، حيث يكتشف وهبي المواهب ويكونها، والركراكي يوحد ويقود. كلاهما جزء من مشروع واحد ناجح.
في الأيام الأخيرة، تصاعد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول أداء المنتخب المغربي الأول بقيادة وليد الركراكي، مقابل الإشادة الكبيرة بالمنتخب المغربي للشباب تحت قيادة محمد وهبي، الذي بصم على إنجاز تاريخي ببلوغه نصف نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة بتشيلي 2025.
وبين من يطالب بتغيير “الفكر التكتيكي” للمنتخب الأول، ومن يرى أن “وهبي هو مستقبل التدريب في المغرب”، أصبح من الضروري التوقف لطرح سؤال جوهري: هل يجوز أصلًا المقارنة بين الرجلين؟
أولاً: مساران مختلفان تمامًا
وليد الركراكي، الذي قاد المغرب إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، كتب اسمه في سجل التاريخ الرياضي الوطني والعالمي.
الرجل جمع بين الواقعية التكتيكية والقيادة الذهنية، ونجح في جعل المنتخب المغربي يحظى باحترام العالم، بأداء متوازن ومقنع.
في المقابل، محمد وهبي مدرب مكوّن بالأساس، برع في التعامل النفسي مع اللاعبين الشباب، وأثبت قدرته على تحفيزهم ذهنيا وصقل شخصياتهم الكروية، وهو ما يحتاجه أي مشروع طويل الأمد لتكوين أجيال جديدة.
ثانياً: الفارق بين “مدرب نتائج” و“مدرب تكوين”
من الخطأ أن نقارن مدربًا يقود نجومًا عالميين في منافسات قارية ودولية بمدربٍ يعمل على تطوير لاعبين في بداية مسارهم. الركراكي مطالب بتحقيق النتائج والألقاب أمام جماهير تنتظر الانتصار كل مباراة، بينما وهبي يعمل في بيئة تربوية تكوينية هدفها إعداد اللاعب أكثر من الفوز.
كما قال أحد المحللين الرياضيين مؤخرًا:
“محمد وهبي مدرب فاهم الكرة، لكنه مناسب أكثر للتكوين في الأندية أو المنتخبات الصغرى، أما الركراكي فهو مدرب منافسات وضغوط عالية.”
ثالثاً: من النقد البناء إلى التبخيس المضرّ
لا خلاف أن أداء المنتخب الأول أمام البحرين أو غيره من المباريات الودية لم يكن مقنعًا، لكن من الظلم أن تتحوّل بعض الأخطاء التكتيكية إلى حملات تشكيك أو مقارنات غير منطقية.
النقد مطلوب ومفيد، لكن شرط أن يكون تحليليًا لا انفعاليًا، وهادفًا لتصحيح المسار لا لتقويض الثقة في مشروع وطني أثبت نجاحه.
رابعاً: الركراكي ووهبي.. تكامل لا تنافس
في منظومة كروية وطنية حديثة، لا يمكن بناء منتخب قوي دون قاعدة صلبة من الفئات الصغرى.
محمد وهبي يصنع القاعدة، ووليد الركراكي يصنع القمة.
الأول يُخرّج المواهب، والثاني يمنحها التجربة الدولية. إنهما، في الحقيقة، جزآن من مشروع واحد، لا خصمان في سباق افتراضي.
الرهان ليس في المقارنة، بل في التكامل والتدرّج:
- وهبي يكتشف ويكوّن.
- الركراكي يوحّد ويقود.
وحين يلتقي العملان، يكون المنتخب المغربي رابحًا قبل أي شخص آخر.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)