تشهد البعثة المغربية للشبان حراكاً مكثفاً في الأراضي التشيلية، حيث يخوض المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة المراحل النهائية للتحضير لمونديال الشيلي 2025، المقرر انطلاقه في السابع والعشرين من سبتمبر الجاري وحتى التاسع عشر من أكتوبر المقبل. هذه المشاركة تمثل فرصة ذهبية للجيل الصاعد من كرة القدم المغربية لإثبات قدراته على المستوى العالمي.
المنتخب المغربي.. تعزيز الطاقم التقني بخبرة دولية عريقة
في خطوة استراتيجية مدروسة، قرر الطاقم التقني للمنتخب الاستعانة بخبرة نور الدين النيبت، المدرب الحالي للمنتخب المغربي لفئة أقل من 18 سنة، كمساعد للمدرب الأول محمد وهبي.
هذا القرار يحمل في طياته قيمة مضافة كبيرة، حيث يجلب النيبت معه تجربة لاعب دولي سابق شارك في نهائيات كأس العالم مع المنتخب الأول في نسختي 1994 بأمريكا و1998 بفرنسا.
تأتي هذه الإضافة في إطار رؤية شمولية تهدف إلى نقل الخبرة والحكمة من الأجيال السابقة إلى الجيل الصاعد، مما يخلق جسراً قوياً بين تاريخ الكرة المغربية العريق ومستقبلها الواعد.
التحديات التنظيمية وإدارة الأزمات
واجهت البعثة المغربية تحديات تنظيمية معقدة تمثلت في الغياب الاضطراري لخمسة لاعبين من القائمة الأساسية. هذا التحدي نجم عن رفض عدد من الأندية الأوروبية إطلاق سراح لاعبيها المغاربة، بحجة عدم تزامن فترة المونديال مع فترات التوقف الدولي المتعارف عليها، رغم أن البطولة تنظم تحت رعاية الفيفا.
أدت هذه الظروف إلى إجبار المدرب وهبي على إجراء تعديلات متعددة على القائمة النهائية، مما يعكس مرونة الطاقم التقني في التعامل مع المتغيرات غير المتوقعة. هذه التجربة تسلط الضوء على التحديات الحقيقية التي تواجهها الكرة الأفريقية في التعامل مع الأندية الأوروبية.
وصول المجموعة الأساسية وخطة الاستكمال
انتقلت البعثة المغربية إلى الشيلي يوم السبت الماضي بوفد ضم 16 لاعباً، بينما تواصل العناصر المتبقية الانضمام تدريجياً حسب التزاماتها النادية. من المتوقع أن يكتمل عدد المنتخب بانضمام نجوم مثل حمزة كوتون من آنسي وياسين جاسم من دانكيرك، اللذان شاركا في مباريات الدوري الفرنسي للدرجة الثانية، بالإضافة إلى علي معمر، الظهير الأيمن لنادي أندرليخت البلجيكي الذي برع في المباراة الأخيرة لفريقه.
التحضير النهائي والاستعداد التكتيكي
يعمل الطاقم التقني على تجهيز العناصر المنضمة حديثاً للمجموعة الوطنية، وهي مهمة مبسطة نسبياً بحكم الخبرة السابقة لهؤلاء اللاعبين مع المنتخب المغربي. فقد خاضوا معسكرات إعدادية متعددة، آخرها بمركب محمد السادس بالمعمورة في أغسطس الماضي، والذي شمل وديتين ضد منتخب مصر، بالإضافة إلى معسكر إسبانيا في سبتمبر الجاري حيث واجهوا المنتخب الأمريكي في مباراتين وديتين.
المنتخب المغربي.. التطلعات والآمال المعقودة
تحمل مشاركة المنتخب المغربي للشبان في مونديال الشيلي 2025 آمالاً كبيرة، خاصة في ظل الإنجازات المتتالية للكرة المغربية على المستوى الدولي.
هذه البطولة تمثل منصة مثالية للجيل الجديد لإظهار مواهبه والاستفادة من التجربة الدولية التي ستشكل أساساً مهماً في مسيرته المستقبلية.
الدمج بين خبرة النيبت التدريبية والدولية، وحماس اللاعبين الشباب، يخلق خليطاً مثالياً قد يحقق نتائج مبهرة في هذا المونديال. كما أن التحديات التي واجهتها البعثة في التحضير قد تكون عاملاً محفزاً إضافياً لتحقيق أداء استثنائي يليق بتاريخ الكرة المغربية العريق.
التعاليق (0)