تحوّلت المباراة الودية المرتقبة بين المنتخب المغربي ونظيره التونسي، والمقرر إجراؤها مساء الجمعة على أرضية الملعب الكبير بمدينة فاس، إلى قمة مشتعلة خرجت عن إطارها الودي، بعد أن فجّرت تصريحات نارية من الجانب التونسي موجة من التوتر وشحن الأجواء بين الجانبين.
الإعلام التونسي يُشعل فتيل المواجهة: “معركة كروية وليست مجرد ودية”
لم تتعامل وسائل الإعلام التونسية مع هذه المباراة باعتبارها اختبارًا تحضيريًا، بل حولتها إلى معركة كروية ذات طابع ثأري، حيث ركزت على “ضرورة هزم المنتخب المغربي”، معتبرة المواجهة فرصة لإثبات الذات و”رد الدين” لنتائج سابقة.
ولم يتوقف التصعيد عند الإعلام، بل امتد إلى عدد من لاعبي وطاقم المنتخب التونسي الذين خرجوا بتصريحات قوية توعدوا فيها “أسود الأطلس“، مؤكدين أن المباراة تحمل في طياتها “رسائل تتجاوز الطابع الودي”، وهو ما زاد من حدة الاحتقان قبل ضربة البداية، وجعل من اللقاء المرتقب قمة بكل المقاييس.
الركراكي أمام اختبار الشخصية والقوة الذهنية
في ظل هذا التوتر المتصاعد، يجد وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، نفسه أمام امتحان حقيقي، لا سيما في ظل الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير الذي يحيط باللقاء. فالجماهير المغربية تنتظر أداءً يليق بسمعة الكرة الوطنية، وانتصارًا يؤكد قوة الأسود على الصعيد القاري، خصوصًا أمام منافس تاريخي وعنيد مثل المنتخب التونسي.
ويرى مراقبون أن الركراكي سيحرص خلال هذه المباراة على المزج بين النتيجة الإيجابية والتجريب الفني، في ظل التحضيرات الجارية لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستحتضنها المملكة نهاية السنة الجارية.
رغم “الطابع الودي”… اختبار جاد لطموحات الكان
ورغم أن اللقاء يُصنَّف رسميًا كمباراة ودية، إلا أنه يكتسي طابعًا تنافسيًا واضحًا، في ظل التصريحات النارية والندية التاريخية بين المنتخبين. وهو ما يجعل من هذه المواجهة اختبارًا حقيقيًا لقياس جاهزية العناصر الوطنية، ومدى قدرة المنتخب المغربي على التعامل مع ضغط المباريات القوية.
وستكون المباراة أيضًا فرصة لقياس مدى انسجام التوليفة الجديدة التي يعمل عليها الركراكي، خاصة بعد التغييرات التي طالت الخط الخلفي وبعض المراكز الحساسة، إلى جانب التحاق نجوم بارزين، في مقدمتهم أشرف حكيمي، المتوج حديثًا بلقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان.
جماهير فاس تترقب وأسود الأطلس في مهمة “رد الاعتبار”
مع امتلاء مدرجات الملعب الكبير بفاس بعشاق “أسود الأطلس”، يرتفع منسوب الترقب والحماس.
فالجماهير المغربية لا تنظر إلى المباراة على أنها مجرد محطة تحضيرية، بل تعتبرها مباراة كرامة رياضية ورسالة استعداد للكان، خاصة بعد محاولات الجانب التونسي إعطائها بُعدًا خارج سياقها الأصلي.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يُرتقب أن تشهد المواجهة ندية كبيرة واحتكاكًا قويًا بين اللاعبين، مما سيمنحها إثارة واهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا واسعًا، محليًا وقاريًا.
قمة ودية بطابع رسمي.. والركراكي في مهمة إثبات الجاهزية
بين طموح الرد الرياضي وضرورة الإقناع الجماهيري، يدخل المنتخب المغربي هذه القمة بمعنويات عالية ورغبة أكيدة في فرض الهيبة الفنية والذهنية، وتأكيد أنه مرشح فوق العادة للظفر بلقب كأس أمم إفريقيا القادمة.
التعاليق (0)