المنتخب المغربي وكأس أفريقيا.. نقاط تحتاج إلى تصحيح

المنتخب المغربي وكأس أفريقيا رياضة المنتخب المغربي وكأس أفريقيا

دشّن المنتخب المغربي مشاركته في كأس أمم أفريقيا 2025 بانتصار مهم على منتخب جزر القمر، فوزٌ منح “أسود الأطلس” ثلاث نقاط ثمينة في بداية بطولة تُلعب على تفاصيل صغيرة وهوامش دقيقة.

ورغم أن النتيجة كانت إيجابية، إلا أن الأداء فتح باب النقاش وسط الجماهير المغربية، بين من ركّز على أهمية الفوز، ومن عبّر عن قلقه من بعض الاختلالات التقنية والتكتيكية.

ثلاث نقاط في الجيب… والبداية لا تُقاس بالأداء فقط

في بطولات من حجم كأس أفريقيا، غالباً ما يكون الانتصار الافتتاحي مفتاحاً لتخفيف الضغط وبناء الثقة تدريجياً. المنتخب المغربي خرج بالأهم، حتى وإن لم يكن الأداء مقنعاً في كل فتراته. التجارب السابقة تؤكد أن البطولة لا تُحسم في الجولة الأولى، بل في قدرة المنتخب على التطور مباراة بعد أخرى.

قراءة الجمهور: قلق مشروع ولكن بثقة

خلف هذا الفوز، تفاعلت الجماهير المغربية بشكل واسع، وعبّرت عن آرائها بوضوح وبالدارجة المغربية، بين النقد والدعوة إلى الصبر.

أحد المتابعين قال:

“الا بقي نفس الاداء بحال اليوما معرفت اش نديرو ملي نتواجهو مع فرق لي كبار خصوصا انه فهاد الكان كاع العوامل ممتازة و غيبان هادشي فالاداء ، خارجين بجوج انذارات و اغلاط فتمرير و بطئ فالتحول كنتمني هادشي يتصلح بجدية حيت هادشي لي شفنا اليوم خصوصا شوط لول خيية امل كبييرة.. مهم هو الرباح دبا أفضل فريق يصعد مع مرور المباريات على فريق يبدأ قوي و يتم إقصائه من دور الثاني ، تعلموا من درس كوت ديفوار و كيفاش دات كأس أفريقيا”

هذا الرأي يعكس تخوفاً واضحاً من مواجهة المنتخبات الكبرى بنفس النسق، لكنه في الوقت نفسه يُذكّر بأن الأهم هو التطور التدريجي وعدم تكرار أخطاء منتخبات بدأت قوية وخرجت مبكراً.

في المقابل، جاء تعليق آخر يدعو إلى الهدوء وعدم الاستعجال في الحكم:

“إذا واجه المنتخب المغربي فريق يستحوذ على الكرة، غادي يلقى مشاكل كثيرة وغنشوفو الجميع في الوراء ينتظر قدوم الخصم بالكرة .. أمس المنتخب لا يستطيع تطبيق عملية ضغط لسترجاع الكرة في منطقة جزر القمر ، جزر القمر كيخرجو الكرة بطريقة جميلة .. أتمنى أن تتوقف الصفحات عن الانتقادات لانها المباراة الاولى فقط. سنكسب الايقاع مع تتالي المباريات. بالنسبة لي مباريات المجموعات فقط مباريات تحضيرية لما بعد يجب ادارتها بدون اصابات و لا بطاقات. البطولة ستبدأ بعد المجموعات أنذاك يعز المرء أو يهان”

وهو رأي ينسجم مع فلسفة البطولات الكبرى، حيث تُدار مباريات المجموعات بعقلانية، والتركيز يكون على الجاهزية البدنية وتفادي المخاطر.

تحليل يوسف شيبو: الصبر مفتاح فكّ التكتلات

من جانبه، قدّم الدولي المغربي السابق يوسف شيبو قراءة فنية هادئة خلال الأستوديو التحليلي لقنوات “بي إن سبورتس”، مؤكداً أن المباراة كانت مغلقة بسبب اعتماد جزر القمر على تكتل دفاعي محكم واللعب بحذر.

وشدّد شيبو على أن التسرع في إنهاء الهجمات صعّب مهمة المنتخب المغربي، داعياً إلى الصبر في بناء اللعب، مع رفع الإيقاع في اللحظات المناسبة. كما أشار إلى أهمية اللعب عبر الأطراف لفتح المساحات، والحاجة إلى مهاجم صريح داخل العمق لاستثمار العرضيات.

ولم يُخفِ شيبو ملاحظته حول براهيم دياز، معتبراً أنه مطالب باللعب بوتيرة أسرع، نظراً لإمكانياته التقنية القادرة على صنع الفارق أمام الدفاعات المتكتلة. وختم بالتأكيد على أن الانضباط التكتيكي وسرعة التحولات تبقى مفاتيح أساسية فيما هو قادم.

مواجهة مالي… اختبار الجدية والانسجام

في الجولة الثانية، يواجه المنتخب المغربي نظيره المالي، يوم الجمعة المقبل، على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، انطلاقاً من الساعة التاسعة مساءً (21:00 غرينيتش +1). مواجهة قوية في سباق صدارة المجموعة، تنتظر فيها الجماهير رؤية منتخب أكثر انسجاماً وفعالية، يعكس الوعود التي تحدث عنها الطاقم التقني بعد مباراة الافتتاح.

بداية المنتخب المغربي في كأس أفريقيا 2025 كانت واقعية أكثر منها استعراضية. الفوز تحقق، والنقاش فُتح، والتحدي الحقيقي يبدأ الآن: تصحيح الأخطاء، رفع النسق، والحفاظ على ثقة الجماهير. بين النقد البنّاء والدعم المتواصل، يبقى الأمل قائماً في أن يظهر “أسود الأطلس” بوجه أقوى مع توالي المباريات.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً