بشرى لمرضى التليف الكيسي.. كشف سر مقاومة العلاج

التليف الكيسي صحة التليف الكيسي

أنا الخبر| analkhabar|

في خطوة علمية تمنح أملاً جديداً لمرضى التليف الكيسي، كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أسرار الطفرات التي تصيب الجين المسبب لهذا المرض الوراثي وتجعله مقاوماً للعلاجات المتاحة، مما يفتح الباب أمام اكتشاف علاجات مبتكرة للمرضى الذين لا يستجيبون حالياً للأدوية.

وقد أجرى هذه الدراسة الهامة باحثون من المركز الطبي لجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في الدورية العلمية المرموقة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” (PNAS) في شهر أبريل الماضي.

ولفهم أهمية هذا الاكتشاف، يجب معرفة أن التليف الكيسي يحدث نتيجة طفرات في الجين المسؤول عن صنع بروتين يُسمى “منظم التوصيل الغشائي للتليف الكيسي” (CFTR). هذا البروتين يعمل كقناة دقيقة في خلايا الرئة، تسمح بمرور أيونات الكلوريد، مما يحافظ على سيولة ورقة المخاط الذي يحمي الرئتين. وعند حدوث طفرات في الجين، يصبح هذا البروتين معيباً، فيتحول المخاط إلى مادة سميكة ولزجة تسد المسالك الهوائية وتجعل التنفس عملية شاقة ومؤلمة، فضلاً عن تسببها في التهابات متكررة.

ورغم ظهور أدوية ثورية في السنوات الأخيرة، والتي حسنت نوعية حياة العديد من المرضى، إلا أن حوالي 10% من المصابين بالتليف الكيسي، وخاصة أولئك الذين يحملون طفرات معينة من “الفئة الثانية”، لا يستجيبون بشكل جيد لهذه العلاجات.

وهنا تكمن أهمية الدراسة الجديدة، حيث قام الباحثون بتحليل الطفرات لدى هؤلاء المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج، واستخدموا تقنيات النمذجة الحاسوبية المتقدمة لكشف السبب. وتوصلوا إلى أن الأدوية “المصححة” المتاحة تفشل في توفير استقرار كافٍ لجزء حيوي من البروتين المعيب يُعرف باسم “نطاق ارتباط النوكليوتيدات الأول” (NBD1). وقد كشفت الدراسة عن نقاط الضعف البنيوية الدقيقة في هذا النطاق، والتي يجب استهدافها بشكل مباشر لتطوير علاجات فعالة لهؤلاء المرضى.

وتوفر هذه الدراسة، بحسب القائمين عليها، إطاراً علمياً واضحاً لفهم الأسباب العميقة وراء فشل العلاجات الحالية مع بعض الطفرات، وتقدم خارطة طريق للباحثين لتصميم أدوية جديدة قادرة على معالجة هذه العيوب البنيوية بدقة، بما يسهم في نهاية المطاف في توسيع نطاق الخيارات العلاجية لتشمل جميع مرضى التليف الكيسي الذين لديهم متغيرات قابلة للاستهداف.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً