سيشرف الملك محمد السادس على تدشين مصنع جديد لأجزاء الطائرات بالدار البيضاء في 13 أكتوبر 2025. يهدف المشروع لتعزيز صناعة الطيران بالمغرب، التي شهدت نمواً كبيراً، وخلق فرص عمل، وجذب استثمارات أجنبية، وتعزيز الصادرات. يمثل المشروع خطوة استراتيجية نحو جعل المغرب مركزاً صناعياً متقدماً، وتعزيز السيادة الصناعية، وتطوير الاقتصاد القائم على التكنولوجيا.
كشفت مصادر إعلامية أن الملك محمد السادس سيشرف، يوم غد الإثنين 13 أكتوبر 2025، على تدشين مصنع جديد لصناعة أجزاء الطائرات بمدينة الدار البيضاء، في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز البنية الصناعية الوطنية وتطوير قطاع الطيران الذي أصبح أحد أبرز ركائز الاقتصاد المغربي خلال العقدين الأخيرين.
وبحسب المعطيات المتوفرة، سيعطي جلالة الملك الضوء الأخضر لبدء أشغال هذا المصنع المتطور بالدار البيضاء، الذي يُنتظر أن يُسهم في توطين صناعات عالية التقنية بالمغرب، وجلب خبرات دولية جديدة في مجالات الهندسة والتصميم والإنتاج الميكانيكي الدقيق.
ويُعدّ قطاع صناعة الطيران في المغرب من أكثر القطاعات نمواً واستقراراً، حيث شهد ما بين عامي 2000 و2019 إحداث 142 شركة متخصصة، تشغل أكثر من 17.500 مهندس وتقني مؤهل، يشكل النساء منهم نحو 40.6%، وهي نسبة تُعدّ من بين الأعلى في العالم في هذا المجال الصناعي المتقدم. وتقدّر صادرات القطاع بـ1.9 مليار دولار، مع نسبة إدماج صناعي تفوق 38%، ما يعكس قدرة المغرب على تصنيع مكونات أساسية بشكل محلي.
وكانت شركة “لو بستون” (Le Piston Français) الفرنسية قد أعلنت سنة 2021 عن افتتاح مصنع لها في الدار البيضاء لإنتاج أجزاء ميكانيكية عالية التقنية لصناعة الطيران، في إشارة واضحة إلى ثقة الشركات العالمية في مناخ الأعمال المغربي وكفاءة اليد العاملة المحلية.
أهمية المشروع وآثاره الاقتصادية
يمثل تدشين هذا المصنع الجديد خطوة استراتيجية ضمن رؤية الملك محمد السادس الرامية إلى جعل المملكة مركزاً صناعياً متقدماً على الصعيدين الإفريقي والمتوسطي. فالمشروع سيساهم في:
- تطوير منظومة الطيران الوطنية عبر نقل التكنولوجيا والمعرفة من الشركاء الدوليين إلى الكفاءات المغربية.
- خلق فرص شغل جديدة للشباب المهندسين والتقنيين، بما يدعم التشغيل المستدام ويدعم الاقتصاد المحلي.
- رفع تنافسية المغرب في سلاسل الإنتاج العالمية، خصوصاً في ظل التحول نحو الصناعات النظيفة والتكنولوجيا الدقيقة.
- تعزيز الصادرات الصناعية وتقليص التبعية التقنية للخارج، بما يرسخ السيادة الصناعية للمملكة.
- جلب استثمارات أجنبية إضافية من كبريات الشركات العالمية العاملة في مجالات الطيران والدفاع والهندسة المتقدمة.
كما أن المشروع يعكس السياسة الصناعية للمغرب التي تراهن على القيمة المضافة العالية بدل الاقتصار على الصناعات التحويلية البسيطة، وذلك في انسجام مع الاستراتيجية الوطنية لتسريع التنمية الصناعية، التي تشجع على التصنيع الذكي، الابتكار، وتكوين رأس مال بشري مؤهل.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا المشروع سيجعل من الدار البيضاء محوراً رئيسياً لصناعات الطيران في إفريقيا، خاصة مع وجود مناطق صناعية متكاملة مثل “ميدبارك” (Midparc)، التي تحتضن اليوم كبريات الشركات العالمية من فرنسا وكندا والولايات المتحدة.
إن هذا التدشين الملكي الجديد يؤكد مجدداً رؤية المغرب المستقبلية لبناء اقتصاد متنوع، قائم على التكنولوجيا والمعرفة، وقادر على مواجهة التحديات العالمية من موقع الريادة لا التبعية.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)