يثير استدعاء سايس للمنتخب المغربي جدلاً حول جاهزيته البدنية مقابل قيمته المعنوية. يرى البعض أن مستواه الأخير يثير القلق، بينما يفضل الركراكي خبرته وقيادته. المقال يقارن بين جاهزية سايس وآخرين، ويسلط الضوء على تضارب الأولويات: الخبرة أم اللياقة البدنية، مع توقعات بضغط على المدرب.
عاد الحديث بقوة بعد إعلان وليد الركراكي عن استدعاء رومان سايس للمنتخب المغربي، وسط ردود فعل متباينة من الجماهير والمتابعين. السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه: هل عودة سايس تصب في مصلحة الفريق فعليًا؟
أول ما يجب توضيحه أن عمر سايس ليس محور النقاش، فهناك العديد من اللاعبين الأكبر سنًا يقدمون مستويات ممتازة. القضية الجوهرية هي جاهزية اللاعب البدنية والقدرة على الأداء المكثف في البطولات الكبرى.
الأداء الأخير لسايس يثير القلق
المتابعون يشيرون إلى أن آخر مباراتين خاضهما سايس مع المنتخب كانتا كارثيتين نسبيًا، حيث ساهم بشكل مباشر في أهداف تلقاها المغرب. الأولى كانت أمام جنوب إفريقيا في كأس أفريقيا الأخيرة، حين استطاع المهاجم ماكوبا تجاوز دفاعه بسهولة وسجل هدف الفوز، والثانية أمام زامبيا بأكادير، حيث هرب عليه شيلوفيا وسجل هدفًا.
الإرهاق واللياقة:
تجارب سايس السابقة أظهرت ضعفًا في التحمل البدني، خصوصًا في البطولات التي تتطلب إيقاعًا مرتفعًا ولعب مباريات متقاربة. في كان الكوت ديفوار، قدم أداء محتشمًا أمام الكونغو الديمقراطية في الجولة الثانية، وظهر عليه العياء بوضوح، ما اضطر الركراكي لإراحته في الجولة الثالثة، إلا أن الأداء لم يتحسن.
خبرة أم جاهزية بدنية؟
الحجة القائلة بأن خبرة سايس ضرورية غير مقنعة بالنسبة للبعض، خصوصًا بعد الأداء ضد مهاجم أورلاندو بيراتس، حيث لم تسهم خبرته في تفادي الأهداف. بالمقابل، هناك بدائل جاهزة بدنيًا وقادرة على لعب مباراتين أو أكثر في أسبوع، وهو ما يراه كثيرون خيارًا أفضل للفريق.
في المقابل، يرى الجهاز الفني بقيادة الركراكي أن هذا الجدل يغفل عن قيمة الخبرة وتأثيرها المعنوي داخل المجموعة. بالنسبة لهم، غالبًا ما تتجاوز أهمية القائد مثل غانم سايس حدود دقائق اللعب أو جاهزيته اللحظية. فالركراكي، الذي بنى نجاحه في مونديال قطر على الانسجام واللحمة القوية، يعتقد أن وجود سايس، القائد الميداني وصاحب الروح القتالية، ضروري لـضبط غرفة الملابس ونقل التجربة الكبيرة للاعبين الشباب، هذا التوجه يعكس قناعة المدرب بأن القيمة المضافة المعنوية والاستراتيجية لسايس هي الأولوية القصوى في هذه المرحلة.
مقارنة بالآخرين:
يُذكر أن لاعبين مثل محرز وكيسي يحافظان على مستواهما البدني بشكل مستمر مع أنديتهما، دون غياب أو إصابة متكررة، ما يعزز فكرة أن جاهزية اللاعب البدنية أهم من خبرته وحدها. آخر ظهور لسايس مع المنتخب كان في يونيو 2024 ضد زامبيا، مما يزيد من التساؤلات حول مدى استعداد اللاعب لمواجهة تحديات البطولة القادمة أقربها كاس أفريقيا 2025.
قرار الركراكي باستدعاء سايس يثير جدلاً مشروعًا، ويطرح سؤالًا واضحًا حول أولويات المنتخب: هل التركيز على الخبرة أم على الجاهزية البدنية والاستمرارية؟ الجماهير والمتابعون يرون أن لاعبًا جاهزًا بدنيًا ومهيأ لمواجهة ضغط المباريات سيكون خيارًا أكثر أمانًا للفريق في البطولات المقبلة أقربها كأس أفريقيا 2025.
ويبدو أن وليد الركراكي قد اختار أن يراهن على العمود الفقري التاريخي للمنتخب، متجاهلًا مؤشرات الأداء الفردي والتحمل البدني الأخيرة، مقابل الحصول على الثقل المعنوي والقيادي لسايس.
هذا القرار يضع المدرب تحت ضغط كبير، حيث سيتحول الجدل المشروع إلى حكم فعلي بمجرد انطلاق المباريات الحاسمة في البطولة القادمة. فإما أن تثبت خبرة القائد أنها مفتاح النصر وتبرر اختيار الركراكي، أو أن يصبح الإيقاع العالي للمباريات ثغرة تعيد السؤال إلى نقطة الصفر: هل يمكن أن تتفوق العاطفة والولاء على متطلبات الجاهزية القصوى في كرة القدم الحديثة؟.

التعاليق (0)