تنبيه أحمر: كيف سيعيد “منخفض القطع” تشكيل طقس المغرب خلال الـ 48 ساعة القادمة؟

طقس المغرب طقس وبيئة طقس المغرب

تتجه الأنظار خلال الساعات القادمة نحو السواحل الأطلسية المغربية، حيث ترصد رادارات الطقس والخرائط الجوية (المرفقة) تطوراً جوياً لافتاً. الأمر لا يقتصر على سحب ممطرة عادية، بل نحن أمام ظاهرة تقنية تُعرف بـ “منخفض القطع” (Cut-off Low)، وهي الوضعية التي تضع الأرصاد الجوية في حالة استنفار نظراً لتعقيدها وقوة تأثيراتها المفاجئة.

أولاً: فك شفرة الخرائط.. لماذا كل هذا القلق؟

إذا نظرنا إلى الخريطة التي تظهر الضغط الجوي (اللون الأحمر والبنفسجي شمالاً)، نجد مرتفعاً جوياً “سيبيرياً” ضخماً يبسط سيطرته على أوروبا. هذا المرتفع يلعب دور “الحارس”، حيث يمنع المنخفضات من سلوك مسارها الطبيعي نحو الشمال، مما يجبر المنخفض الحالي (الذي نراه باللون الأزرق) على الانفصال عن تياراته الأم والارتماء في حضن السواحل المغربية.

هذا “المنخفض المقطوع” يشبه في سلوكه المحرك الذي يدور حول نفسه؛ فهو يمتص رطوبة هائلة من المحيط الأطلسي الدافئ، وعند اصطدامه باليابسة والجبال المغربية، يفرغ حمولته بشكل مركز.

هذه الظاهرة هي ذاتها التي يطلق عليها الإسبان اسم “دانا” (DANA)، والتي تسببت سابقاً في فيضانات تاريخية نتيجة مكوثها الطويل فوق منطقة جغرافية ضيقة.

ثانياً: تفاصيل النشرة الإنذارية (خارطة التأثير الزمني والمكاني)

بناءً على التحديثات الأخيرة الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية (مستوى يقظة برتقالي)، إليكم جدول زمني دقيق للتقلبات:

ـ جبهة الشمال (الجمعة):
تبدأ الاضطرابات في الساعات الأولى من يوم الجمعة (من الواحدة صباحاً إلى منتصف النهار). ستشهد أقاليم القنيطرة، سلا، الرباط، العرائش، وطنجة-أصيلة زخات رعدية قوية تتراوح بين 25 و35 ملم، مصحوبة بهبات رياح محلية.

ـ ذروة الاضطراب (السبت):
يوم السبت هو “يوم الذروة” بامتياز. حيث تتوقع الأرصاد تسجيل مقاييس هامة تتراوح بين 40 و60 ملم في مناطق: أكادير إيدا أو تنان، شتوكة آيت باها، إنزكان، تارودانت، تزنيت، الصويرة، الجديدة، وآسفي.
فيما ستعرف مناطق الدار البيضاء، المحمدية، سطات، ومراكش تساقطات تتراوح بين 20 و40 ملم.

ـ التحدي الريحي:
الخريطة في الأسفل تظهر دوران الرياح بسرعة حول مركز المنخفض. لذا، صدر تحذير من هبات رياح قوية (75 إلى 85 كلم/س) يوم السبت، مما قد يؤدي إلى اضطراب في حركة الملاحة البحرية وإثارة الغبار في المناطق المكشوفة، خاصة في أقاليم آسفي والصويرة والجديدة.

ثالثاً: عودة الأبيض إلى القمم (معركة البرد)

لا يكتفي المنخفض بالأمطار، بل يحمل معه كتلاً هوائية باردة جداً. تشير التوقعات إلى أن الجبال التي تتجاوز 1500 متر ستكتسي حلة بيضاء كثيفة:

  • التراكمات: ما بين 10 و35 سم من الثلوج.
  • المناطق: أزيلال، بني ملال، إفران، بولمان، ميدلت، وورزازات.
  • الحرارة: ستعيش هذه الأقاليم تحت وطأة “زمهرير” حقيقي، حيث قد تنخفض درجات الحرارة إلى 7 درجات تحت الصفر، مما يتطلب الحذر الشديد من موجات الصقيع (الجريحة).

رابعاً: توقعات ما بعد المنخفض (نور في نهاية النفق)

تشير خرائط المدى المتوسط إلى أن هذا المنخفض سيبدأ في التلاشي تدريجياً مع نهاية يوم الأحد. وبدءاً من يوم الاثنين، يتوقع أن يزحف المرتفع الجوي الموجود حالياً شمال أوروبا نحو الجنوب ليغطي المغرب، مما سيعيد الاستقرار الجوي تدريجياً، لكن مع استمرار الأجواء الباردة ليلاً وصباحاً.

توقعات الإثنين

خاتمة وتوجيهات للسلامة

بناءً على المعطيات العلمية التي قمنا بتحليلها، تصل نسبة ثبات هذه الحالة إلى 60%. وبما أن منخفضات “دانا” متقلبة بطبعها، فإننا ننصح المتابعين بـ:

  1. تجنب الوديان: خاصة في مناطق سوس والحوز التي قد تشهد فيضانات مفاجئة.
  2. الحذر في السفر: لمستعملي الطرق الجبلية، الثلوج قد تؤدي لانقطاع مؤقت في بعض المسالك.
  3. تأمين الممتلكات: خاصة في المدن الساحلية المعنية بالرياح القوية.

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً