جدل فلكي مع دخول السنة الهجرية 1447: دول تعلن بداية المحرم رغم استحالة رؤية الهلال

جدل فلكي مع دخول السنة الهجرية دين ودنيا جدل فلكي مع دخول السنة الهجرية

أعلنت مجموعة من الدول، اليوم الخميس 26 يونيو 2025، أول أيام شهر محرم الحرام لعام 1447 هـ، إيذانًا ببدء السنة الهجرية الجديدة، رغم تقارير فلكية تؤكد استحالة رؤية الهلال مساء أمس الأربعاء، سواء بالعين المجردة أو باستخدام المناظير الفلكية.

وشملت الدول التي أعلنت الخميس كأول أيام السنة الهجرية كلاً من: السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، العراق، الكويت، اليمن، قطر، فلسطين، مصر، ليبيا، وتونس. وقد أثارت هذه الإعلانات تساؤلات في الأوساط الفلكية والدينية، لا سيما أن الحسابات العلمية الدقيقة أشارت إلى أن القمر غرب قبل غروب الشمس في معظم هذه المناطق، مما يجعل رؤيته غير ممكنة عمليًا.

في المقابل، أجلت عدة دول إسلامية إعلان بداية السنة الهجرية الجديدة إلى يوم الجمعة 27 يونيو 2025، بناءً على المعطيات الفلكية. وتشمل هذه الدول: المغرب، الجزائر، سلطنة عمان، إيران، باكستان، الهند، بنغلاديش، بروناي، مالي، موريتانيا، وماليزيا، وهي بلدان تعتمد إما على الرؤية الشرعية الحتمية أو على الحساب الفلكي المسبق بدقة أكبر.

الانقسام يتكرر كل عام

ويُعيد هذا التباين السنوي في تحديد بداية الأشهر الهجرية الجدل القديم حول طرق اعتماد رؤية الهلال، حيث تنقسم الدول الإسلامية بين من يُقدّم الرؤية البصرية التقليدية، وبين من يُراهن على الدقة الفلكية، وهو ما يؤدي إلى اختلافات في المناسبات الدينية، أبرزها رأس السنة الهجرية، وعاشوراء، وحتى رمضان وعيدَي الفطر والأضحى.

دعوات لتوحيد الرؤية

وفي خضم هذا الجدل، تتجدد الدعوات من علماء فلك وشرعيين لتوحيد المعايير المتبعة في إثبات دخول الأشهر الهجرية، عبر تبني الحسابات الفلكية الدقيقة، أو على الأقل اعتماد الرؤية المشتركة بين الدول المتقاربة جغرافيًا، وذلك لتقليص التباين الذي يخلق إرباكًا لدى المسلمين حول العالم.

وفي انتظار أن تحسم هذه الإشكالية المزمنة، يظل المسلمون بين آراء شرعية متعددة، وتوجهات فلكية متباينة، مما يجعل من كل بداية شهر هجري مناسبة لتجدد النقاش بين التقاليد والعلم.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً