هل خدعنا الركراكي؟ حقيقة ما تغير في أداء المنتخب المغربي أمام زامبيا بعيداً عن النتيجة

وليد الركراكي والمنتخب المغربي رياضة وليد الركراكي والمنتخب المغربي

بصم المنتخب المغربي على نهاية مثالية لدور المجموعات في كأس أفريقيا، بعد فوزه الكبير على منتخب زامبيا بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة التي أجريت اليوم الإثنين. وبذلك حسم “أسود الأطلس” صدارة مجموعتهم برصيد 7 نقاط (من فوزين وتعادل أمام مالي)، ليتأهلوا إلى الدور الثمن نهائي في وضعية معنوية وفنية ممتازة.

ورغم الثلاثية النظيفة، يطرح المتابعون سؤالاً جوهرياً: ما الذي تغير في أداء المنتخب المغربي أمام زامبيا؟ ولماذا بدا الأداء أكثر سلاسة من المباريات السابقة؟

التحليل الفني: التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق

إذا أردنا الدقة، لا يجب أن ننخدع بالنتيجة لنقول إن هناك ثورة تكتيكية حدثت. الحقيقة أننا لم نشهد تغييراً جذرياً في فلسفة المدرب؛ فنفس الرسم التكتيكي (4-1-4-1) ظل حاضراً، ونفس مبادئ البناء من الخلف والضغط العالي استمرت.

إذن، أين يكمن الاختلاف؟ الإجابة تتلخص في سياق المباراة وجزئيات الأدوار.

1. “هدايا” الخصم الزامبي

أول عامل ساهم في هذا الأداء السلس هو أسلوب لعب زامبيا. واجهنا خصماً بدا “مستسلماً” تكتيكياً؛ غياب تام للضغط، وتنظيم دفاعي كارثي. لم يطبق المنتخب الزامبي ضغطاً عالياً (High Press) ولا تكتلاً دفاعياً منظماً (Compact Low Block)، مما منح لاعبينا “رفاهية” الوقت والمساحة للتحكم في ريتم المباراة.

2. العودة للجناح الصريح (Width)

تكتيكياً، كان التغيير الأبرز هو التخلي عن فكرة “الجناح الوهمي” (Inverted Winger) التي طُبقت سابقاً، والعودة إلى الجناح الذي يثبت على الخط لتوسيع الملعب. هذا الدور منح نصير مزراوي حرية أكبر للدخول في “أنصاف المساحات” والتوغل في العمق، مما أربك حسابات الدفاع الزامبي.

3. حرية الصيباري ومركز العيناوي

شاهدنا مرونة أكبر في وسط الميدان بفضل تموضع إسماعيل الصيباري كلاعب (Double 8) بجانب أوناحي، مع تواجد نايل العيناوي كلاعب ارتكاز (6/Pivot). هذا التوزيع منح الصيباري حرية التحرك بين الخطوط والتمرير في مناطق الخطورة.

ورغم الفوز، يبقى أداء نايل العيناوي في مركز الارتكاز تحت المجهر. افتقد اللاعب للشراسة الدفاعية المطلوبة في قطع الكرات، ولم ينجح تماماً في أن يكون نقطة انطلاق مثالية للهجمة (Progressive passing)، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية هذا الدور أمام خصوم أكثر شراسة.

وكخلاصة لم نخرج عن إطارنا المعتاد، بل لعبنا بنفس الأفكار بإيجابياتها وسلبياتها، لكن أمام خصم أقل تنظيماً وقوة. التعديلات البسيطة في الأدوار والأسماء هي من حسنت “الفاعلية” أمام المرمى. التحدي الحقيقي للأسود يبدأ الآن في الأدوار الإقصائية، حيث لا مجال للأخطاء وحيث ستختفي المساحات التي منحها لنا المنتخب الزامبي اليوم.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً