شهدت الساحة الرقمية خلال الأيام الأخيرة انتشارًا واسعًا لمقاطع مصوّرة على منصة تيك توك تناولت فاجعة آسفي، ولكن بطريقة أثارت الجدل، إذ تزامن نشرها مع حفل افتتاح كأس الأمم الإفريقية – المغرب 2025.
هذه المقاطع لم تعكس التعاطي الإنساني والمسؤول المتوقع مع حدث آسفي المأساوي، بل سُخّرت للتشفي والتشويش، مستغلة الألم الإنساني لأغراض أخرى.
حملات رقمية منسّقة:
تشير بيانات الرصد الرقمي إلى أن كثافة النشر، وتشابه أسلوب الإخراج، وتكرار الرسائل، لم تكن مجرد تفاعلات فردية عفوية، بل دلت على تنسيق ممنهج. الهدف الأساسي لهذه الحملات يبدو توجيه النقاش العام وإغراق الفضاء الرقمي بمحتوى انفعالي، يستبدل الحقائق بالتهويل والسخرية، ويربط الفاجعة بسياقات سياسية ورياضية لا علاقة لها بها.
قراءات وتحليلات إعلامية:
تذهب قراءات إعلامية إلى أن هذه السلوكات قد تكون نتيجة عمل شبكات إلكترونية منظمة، تعمل بمنطق الحرب النفسية، مستغلة لحظات الألم الإنساني لتصفية حسابات وتشويه صورة الواقع. ويؤكد هذا الطرح التزامن الدقيق للنشر، ووحدة الخطاب، والأساليب الإخراجية المتشابهة، ما يوحي بوجود توجيه مركزي وغرف رقمية فاعلة وراء الحملة.
الرد الأمثل:
يشدد خبراء المتابعة الرقمية على أن الرد على هذه الانزلاقات لا يكون بالضجيج أو الانجرار إلى الاستفزاز، بل عبر تفكيك الروايات المضللة، ونشر محتوى رقمي موثوق يُظهر الحقيقة الميدانية، ويكشف محاولات التلاعب بالمشاهدين والجمهور.
الفضاء الرقمي أصبح أداة قوية للتأثير على الرأي العام، ومع ذلك يبقى السبيل الأمثل لمواجهة الحملات المضللة هو التوعية، ودعم المحتوى المسؤول، والعمل على تعزيز الحقائق الموثقة بدل الانجرار وراء السرديات المزيفة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)