دركي برتبة “أجودان” يسقط في المحظور نواحي أكادير..وفي التفاصيل، شهدت منطقة بلفاع التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها واقعة لافتة تؤكد مجددًا التزام المغرب بمحاربة الفساد بكل حزم، حيث تم ضبط دركي برتبة “أجودان” متلبسًا بتلقي رشوة قدرها 3000 درهم، وذلك بفضل التفاعل السريع والناجع مع بلاغ ورد عبر الرقم الأخضر المخصص للتبليغ عن الرشوة والفساد.
تفاصيل الواقعة تعود إلى بلاغ تقدّم به أحد المواطنين إلى النيابة العامة عبر الرقم الأخضر، يفيد بأن دركيًا طلب منه مبلغًا ماليًا مقابل التغاضي عن مخالفة أو تسهيل إجراء غير قانوني.
فور توصلها بالمعلومة، تحركت الجهات المختصة بسرعة واحترافية عالية، حيث تم التنسيق مع المشتكي ونصب كمين محكم مكّن من ضبط الدركي في حالة تلبس، وهو يتسلم مبلغ الرشوة المتفق عليه وقدره 3000 درهم.
ردود فعل محلية تشيد بالصرامة وتعزز الثقة في المؤسسات
هذه العملية لقيت تفاعلًا واسعًا في الأوساط المحلية، حيث عبّر العديد من المواطنين عن ارتياحهم الكبير لهذا التدخل الحاسم، معتبرين أن ما حدث يؤكد أن لا أحد فوق القانون، مهما كانت رتبته أو موقعه. كما اعتُبر الحادث رسالة واضحة لكل من يسوّل له نفسه استغلال منصبه لتحقيق مصالح شخصية غير مشروعة.
الرقم الأخضر: أداة ناجعة في كشف الفساد
تسلط هذه القضية الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الرقم الأخضر كآلية حديثة وفعالة لتمكين المواطنين من الإبلاغ عن حالات الرشوة والفساد الإداري بسرية تامة، دون خوف من الانتقام أو الملاحقة.
وقد شكّل هذا الرقم، الذي أطلقته النيابة العامة المغربية، تحوّلًا نوعيًا في علاقة المواطن بالمؤسسات، حيث أصبح وسيلة عملية للمساهمة في بناء مجتمع نزيه وشفاف.
المغرب يواصل تطهير الإدارة وترسيخ ثقافة النزاهة
تندرج هذه الواقعة ضمن جهود أوسع تبذلها المملكة المغربية في مجال مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، من خلال تقوية الإطار القانوني، وتفعيل آليات الرقابة، وتشجيع المواطن على التبليغ والانخراط في هذا الورش الوطني.
فكل عملية إطاحة بشخص متورط في الفساد تمثل حلقة جديدة في مسار الإصلاح، وتُقرّب المغرب من هدفه الأساسي: بناء إدارة مواطِنة ومسؤولة، تُدار بالكفاءة وتُراقَب بالنزاهة.
العدالة تتحرك… والمجتمع يتفاعل
تؤكد واقعة بلفاع أن جهاز العدالة في المغرب يقظ ومستعد للتحرك الفوري عند تلقي أي إشعار بوجود تجاوزات. كما تُبرِز أن المواطن، حين تتوفر له القنوات الآمنة والفعالة، قادر على أن يكون شريكًا حقيقيًا في محاربة الفساد.
بهذه الخطوات الجادة، يواصل المغرب رسم مسار واضح نحو دولة مؤسسات قوية وعادلة، تؤمن بأن التنمية لا تُبنى إلا على أسس من النزاهة، والعدالة، والمساواة أمام القانون.
التعاليق (0)