أكد الفنان اللبناني راغب علامة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مشاركته في مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” تمثل لحظة مميزة في مساره الفني، معربا عن إعجابه العميق بالمغرب “البلد العظيم بثقافته وتاريخه العريق وشعبه المضياف”.
وفي ندوة صحفية عقدت على هامش مشاركته في الدورة الـ20 من المهرجان، قال راغب علامة إن زيارته المتكررة للمغرب ليست مجرد مشاركة فنية فقط، بل لقاء مع حضارة تمتزج فيها العمارة بالتاريخ، والتقاليد بالانفتاح، مشيدا بما لمسه من حفاوة الجمهور المغربي وتذوقه الرفيع للفن.
كما أعرب الفنان اللبناني عن شكره الجزيل لجلالة الملك محمد السادس، لدعمه العطاء الثقافي والفني وتجسيد الرؤية الوطنية للمغرب المنفتح على مختلف الثقافات، مؤكدا أن الرعاية الملكية السامية تشكل محفزا قويا للفنانين وعنصرا أساسيا في إشعاع هذا المهرجان دوليا.
وفي سياق متصل، أشار الفنان اللبناني إلى أن العلاقة بين الفنانين والجمهور باتت أكثر عمقا في زمن تتقاطع فيه القضايا الإنسانية مع الفن، مشددا على أهمية أن “يغني الفنان للإنسانية”، خاصة في ظل ما يشهده العالم من توترات وتحولات، لأن “أنسنة العالم من خلال الفن أضحت اليوم ضرورة لا ترفا”.
وفي رده على سؤال حول التعاون الفني مع فنانين مغاربة، كشف راغب علامة عن وجود فكرة سابقة لأداء “ديو عربي-مغربي مع الفنان المغربي سعد لمجرد، قائلا: “تحدثنا سابق ا في الموضوع، وأعتقد أن الجمهور ينتظر شيئا جميلا يجمعنا”.
ووصف الفنان، الذي يلقبه كثيرون بـ”نجم الأجيال”، أن النجاح في الفن لا يتحقق إلا بالصدق، معتبرا أن “الفنان الذكي هو الفنان الصادق، لأنه يعلم أن أقصر طريق إلى قلوب الناس هو الصدق، وليس الاستعراض أو التكلف”.
وحول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الساحة الغنائية، عب ر راغب علامة عن قلقه مما وصفه بـ “نجوم الغناء المزيفين”، قائلا إن بعض أدوات التكنولوجيا باتت تصنع شهرة افتراضية لا ترتكز على الموهبة أو الأصالة، مشددا على أن “الفن الحقيقي لا يصنعه الذكاء الاصطناعي، بل الإحساس والتجربة الإنسانية”.
وتتواصل فعاليات الدورة العشرين من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 28 يونيو، مقدما توليفة موسيقية غنية تجمع نجوم الغناء العربي والعالمي، وتحو ل مدينتي الرباط وسلا إلى فضاء مفتوح للقاء الثقافات والإيقاعات
ويعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
التعاليق (0)