ريال مدريد بدون كيليان مبابي في المونديال

يخوض المدرب الجديد لنادي ريال مدريد، تشابي ألونسو، أول تحدٍ حقيقي له على رأس القيادة الفنية للفريق في بطولة كأس العالم للأندية، وهو تحدٍ لا يتعلق فقط بالفوز باللقب، بل بإثبات أن مشروعه الفني الجديد قادر على بناء فريق متكامل ومنظومة جماعية، وليس مجرد فريق يعتمد على نجم واحد، مهما بلغ حجم هذا النجم.

صحيح أن الفرنسي كيليان مبابي خطف كل الأضواء منذ لحظة وصوله إلى العاصمة الإسبانية في صيف 2024، وقدم موسماً فردياً استثنائياً، لكن وراء هذا البريق تكمن معضلة تكتيكية حرجة تواجه ألونسو: الاعتماد المفرط على لاعب واحد.

مفارقة الموسم الأول لمبابي

رغم أن كيليان لم يتمكن من قيادة الفريق للتتويج بأي من الألقاب الكبرى في موسمه الأول بقميص ريال مدريد – لا الليغا، ولا دوري الأبطال، ولا الكأس – إلا أنه على الصعيد الفردي، حطم الأرقام، منهياً الموسم متوجاً بلقبي “البيتشيتشي” (هداف الدوري الإسباني) والحذاء الذهبي، بعد تسجيله 43 هدفاً مذهلاً في مختلف المسابقات، بمعدل هدف كل 107 دقائق. هذه الأرقام تؤكد حجم تأثيره الهائل، لكنها في الوقت نفسه تطرح سؤالاً محورياً: هل أصبح الفريق يعتمد عليه أكثر مما ينبغي؟

دليل الاعتماد المفرط

تأثير مبابي لا يقتصر على الكم، بل على النوعية أيضاً، حيث افتتح التسجيل للفريق في 15 من أصل 21 مباراة لعبها في الدوري الإسباني، مما يجعله نقطة الانطلاق الهجومية المطلقة للفريق. لكن غيابه في أربع مباريات خلال الموسم – أمام أتلتيكو مدريد، رايو فاليكانو، أتلتيك بلباو، وخيتافي – كشف الكثير. ففي هذه المباريات، انخفض معدل أهداف ريال مدريد بشكل واضح من 2.12 هدفاً في وجوده إلى 1.5 هدف فقط بدونه. ورغم محاولات فينيسيوس ورودريجو، وتألق فالفيردي الذي سجل هدفين، بقي الشعور العام أن ريال مدريد بدون كيليان مبابي فريق أقل هيبة وخطورة في الثلث الأخير من الملعب.

تحدي ألونسو مع ريال مدريد

الآن، تكمن النقطة الفاصلة في أن مبابي سيكون حاضراً في مونديال الأندية، لكن المسؤولية ستكون مضاعفة على تشابي ألونسو. فمهمته ليست فقط الفوز، بل أن يُثبت للعالم أن مشروعه لا يقوم على نجمٍ واحد، بل على منظومة متكاملة قادرة على خلق الخطر من كل الجهات.

يمتلك المدرب الإسباني الشاب أسلحة هجومية كثيرة، والأهم، أنه يمتلك الآن في المونديال فرصة مثالية لاكتشاف وتجربة طريقة لعب تمنح الفريق قوة هجومية مستدامة، لا ترتبط فقط باسم كيليان مبابي، وفي الوقت ذاته، تحافظ على مكانة نجمه الأول وتستثمر قدراته على أفضل وجه.