سعر “الدْوارة” يصل لرقم قياسي قبيل عيد الأضحى! وفي التفاصيل، مع اقتراب عيد الأضحى بنحو أسبوعين، تشهد محلات بيع اللحوم في المغرب إقبالاً غير مسبوق من المستهلكين على شراء لحوم وأحشاء الأغنام، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار هذه المنتجات، خصوصاً “الدوارة” التي تشمل الأحشاء والكبد والقلب.
وأسهم هذا الإقبال الكثيف، إلى جانب ارتفاع أعداد الماشية التي يتم ذب حها، في رفع الأسعار إلى مستويات غير معتادة.
وتصل أسعار “الدوارة” حالياً إلى ما بين 500 و700 درهم، حسب ما أكد مهنيون في القطاع، الذين توقعوا استمرار هذا الارتفاع خلال الأيام المقبلة. يأتي ذلك نتيجة تزايد الطلب بشكل كبير مقارنة مع العرض المتاح في السوق، الذي يبقى دون المعدلات الاعتيادية بسبب عدة عوامل متشابكة.
على الرغم من تسجيل انخفاض في أسعار الماشية في الأسواق بسبب عدم إقامة شعيرة نحر أضحية العيد بشكل موسع حتى الآن، فإن الإقبال الكبير على المجازر خلال هذه الفترة أدى إلى تضخم أسعار الأحشاء.
وتوضح مصادر مطلعة أن القرارات المتعلقة بإغلاق بعض المجازر خلال فترة العيد وما يليها دفعت شريحة واسعة من المواطنين إلى التوجه لشراء كميات كبيرة من اللحوم الحمراء قبل هذه الإغلاقات، مما زاد من الضغط على الأسواق.
يرى خبراء في القطاع أن هذا الطلب المتزايد على اللحوم الحمراء، ولا سيما لحوم الخروف، قد يشكل عبئاً على عملية إعادة تكوين القطيع الوطني التي تعتبر ضرورية للحفاظ على استدامة الإنتاج المحلي.
ويحذر هؤلاء من أن استمرار استهلاك اللحوم بنفس الوتيرة الحالية قد يدفع الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً في المستقبل، بهدف تنظيم السوق وضمان التوازن بين العرض والطلب.
وفي ظل هذه الظروف، يبرز تحدي كبير أمام السوق المغربي للحوم الحمراء، يتطلب تكاتف جهود الجهات الرسمية والمهنية لتنظيم السوق، وضبط الأسعار، وحماية القدرة الشرائية للمستهلكين، وضمان استمرارية الإنتاج المحلي بما يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة.
التعاليق (0)