تثير الاستمرارية التي يحظى بها سفيان أمرابط في التشكيل الأساسي للمنتخب المغربي تساؤلات فنية ملحة، خاصة مع توالي المواعيد الكبرى التي كشفت عن ثغرات واضحة في منظومة “أسود الأطلس” عند الارتداد الهجومي أو البناء من الخلف. فبينما كان يُنظر لأمرابط كصمام أمان لا غنى عنه، تشير لغة الأرقام والمعطيات الميدانية إلى أن اللاعب بات يشكل عبئاً تقنياً يحد من سلاسة خط الوسط.
أزمة الخروج بالكرة والبطء في التحولات
تكمن المعضلة الأساسية في افتقار سفيان أمرابط للحلول التقنية تحت الضغط العالي. ففي كرة القدم الحديثة، لم يعد دور لاعب الارتكاز مقتصرًا على التغطية البدنية، بل أصبح المحرك الأول للتحول الهجومي.
وفي حالة المنتخب المغربي، يلاحظ المتتبعون أن أمرابط يميل إلى تعطيل سرعة الهجمات المرتدة عبر التمريرات العرضية أو العودة للخلف، مما يمنح الخصوم فرصة إعادة التنظيم الدفاعي وقتل خطورة الأسماء الهجومية التي تمتلكها النخبة الوطنية.
فك شفرة “الأدوار الدفاعية”
هناك خلط شائع بين “الاندفاع البدني” وبين “الفعالية الدفاعية”. فإذا عدنا للإحصائيات الدقيقة (كما في مباراة مالي الأخيرة مثلاً)، سنجد أن المساهمة الدفاعية الفعلية لأمرابط في تراجع مستمر. فالفوز بالالتحامات الثنائية وافتكاك الكرة (Interceptions) سجل أرقاماً متواضعة لا تتناسب مع لاعب يشغل مركزاً حساساً. فالالتحام البدني العشوائي الذي لا ينتهي باسترجاع الكرة أو تعطيل الهجمة بذكاء لا يمكن تصنيفه كإضافة دفاعية حقيقية، بل قد يتحول إلى خطأ تكتيكي يضع الفريق تحت الضغط.
نائل العيناوي.. والبدائل المتاحة
في المقابل، يبرز اسم نائل العيناوي كنموذج للاعب الوسط العصري الذي يجمع بين الانضباط التكتيكي والذكاء في التمركز دون الحاجة للمبالغة في الاندفاع البدني. العيناوي يقدم أرقاماً لافتة في قطع الكرات وبناء اللعب، مما يضع الناخب الوطني أمام ضرورة مراجعة القناعات القديمة.
وخلاصة القول، لقد أدرك خصوم المنتخب المغربي أن الضغط على سفيان أمرابط هو “مفتاح” لضرب المنظومة المغربية، حيث يتحول الاستحواذ في منطقته إلى مصدر خطر بدلاً من أن يكون مصدر أمان. إن استمرار الاعتماد على “الرسم التكتيكي” الكلاسيكي لأمرابط قد يعيق تطور المنتخب، خاصة مع توافر مواهب شابة قادرة على تقديم توازن أكبر بين الواجب الدفاعي والابتكار الهجومي.

التعاليق (0)