لم تمر تصريحات المعلق الرياضي حفيظ دراجي حول “الحضور الجماهيري” في كأس أمم أفريقيا 2025 المنظمة بالمغرب مرور الكرام، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي ومنابر التحليل إلى ساحة للردود القوية التي كشفت زيف بعض الادعاءات وأكدت علو كعب التنظيم المغربي.
شيبو يضع النقاط على الحروف
في رد ذكي وغير مباشر، وضع الدولي المغربي السابق ومحلل قنوات “بي إن سبورتس”، يوسف شيبو، حداً للجدل الذي حاول دراجي إثارته مراراً وتكراراً. شيبو، وبنبرة هادئة تعكس ثقة المغاربة في منجزاتهم، قال بالحرف: “الجمهور موجود والملاعب جيدة ولكن بعض الأشخاص السلبيين الله يهديهم.. المغاربة يدعمون جميع المنتخبات العربية، سواء منتخب الجزائر أو تونس أو مصر”.
هذا التصريح اعتبره المتابعون “أفضل رد” على محاولات التشويش، حيث علق أحد المتابعين قائلاً: “جواب شيبو يكفي.. فالحضور الجماهيري في هذه الدورة غير مسبوق ولم تشهده أي دورة سابقة في دولة أخرى”.
أرقام “مصر 2019” تُحرج دراجي
ولم يتوقف رد الفعل المغربي عند التحليل الرياضي، بل استدعى نشطاء ومتابعون لغة الأرقام الصادمة لكشف التناقض في تصريحات دراجي. حيث ذكّر مغاربة بأن نسخة كأس أمم إفريقيا 2019 التي أقيمت بمصر، شهدت حضوراً جماهيرياً محتشماً جداً، إذ لم يتجاوز إجمالي المتفرجين 944 ألف متفرج طوال 52 مباراة.
ونبه النشطاء إلى أن مباريات حاسمة في ربع نهائي تلك البطولة أقيمت أمام مدرجات شبه فارغة، بل إن الصدمة الأكبر كانت في مباراة نصف النهائي بين تونس والسنغال، التي جرت أمام نحو 9 آلاف متفرج فقط.
هذه المقارنات جعلت الكثيرين يصفون تصريحات المعلق الجزائري بـ “المغرضة”، مشككين في نواياها التي تحاول القفز على النجاح الجماهيري والتنظيمي الباهر الذي تشهده الملاعب المغربية حالياً.
تراجع دراجي أمام “واقع الميدان”
ويبدو أن الضغط الجماهيري ونجاح التنظيم أجبرا حفيظ دراجي على مراجعة أطروحته؛ فخلال تعليقه اليوم على مباراة كوت ديفوار وموزمبيق، غيّر دراجي لهجته قائلاً: “عدم حضور الجمهور في بعض الملاعب ليس عيباً في التنظيم، لأنه لا أحد سيجبر الناس على الحضور.. الجمهور المغربي يظل محباً لكرة القدم ويحب مشاهدة جميع المنتخبات الإفريقية”. وهو اعتراف صريح، وإن جاء متأخراً، بقوة النموذج المغربي.
محمد واموسي: المغرب لا يستضيف فقط.. بل يضع المعايير
وفي سياق متصل، وفي تصريح خاص لجريدة “أنا الخبر“، وجه الإعلامي المغربي محمد واموسي تحية فخر واعتزاز لكل من عمل بصمت لإخراج هذا الإنجاز الوطني. واموسي أكد أن ما شاهدناه في الملاعب المغربية لم يكن مجرد مباريات، بل “عرضاً حقيقياً لقوة التخطيط وجودة التنفيذ”.
وتوقف واموسي عند نقطة تقنية أذهلت المتتبعين، وهي صمود أرضيات الملاعب أمام ساعات من الأمطار الغزيرة، قائلاً: “ظلت الأرضيات في حالة مثالية، سريعة وثابتة، بينما دول تمتلك إمكانيات مالية هائلة عجزت عن مواصلة مباريات بعد ساعة واحدة من المطر، تماماً كما حدث في قطر خلال الكأس العربية الأخيرة”.
الاستثمار في السمعة والمستقبل
إن النجاح الذي يحققه المغرب اليوم في “الكان” ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة استثمارات مدروسة في البنية التحتية، من العشب الطبيعي عالي المعايير إلى تقنيات تصريف المياه الحديثة. الملاعب المغربية اليوم تبعث برسالة واضحة للعالم: “المغرب لا يكتفي بالاستضافة.. المغرب يرفع السقف ويضع المعايير القارية والدولية”.

التعاليق (0)