صافرة البداية في الرباط.. المنتخب المغربي يفتتح الحلم الإفريقي أمام جزر القمر

المنتخب المغربي رياضة المنتخب المغربي

مع حلول مساء الأحد 21 دجنبر الجاري، تتجه أنظار الجماهير المغربية والإفريقية إلى ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حيث يقص المنتخب المغربي شريط مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي تحتضنها المملكة إلى غاية 18 يناير المقبل، بمواجهة منتخب جزر القمر. مباراة الافتتاح لا تُقرأ فقط كموعد كروي عادي، بل كلحظة مفصلية تختزل طموحات “أسود الأطلس” في هذه الدورة.

في البطولات الكبرى، غالبًا ما تكون البداية عنوان المسار. لذلك، يدرك الطاقم التقني واللاعبون أن تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة الأولى ليس مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة واضحة لباقي المنافسين، ودفعة معنوية تعزز الثقة وتُسهل تدبير بقية المشوار بأريحية أكبر.

رهان الانطلاقة القوية واستعادة اللقب الغائب

يدخل المنتخب المغربي هذه المواجهة بطموح واضح: انطلاقة قوية تعكس جاهزيته للمنافسة الجدية على اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ سنة 1976. ويعوّل “أسود الأطلس” على مجموعة من العوامل المتداخلة، في مقدمتها اللعب على أرضه وأمام جماهيره، إضافة إلى الخبرة المتراكمة للعناصر الوطنية، التي باتت تنافس في أعلى المستويات الأوروبية.

الهدف سيكون فرض الإيقاع منذ الدقائق الأولى، والتحكم في نسق المباراة مبكرًا، تفاديًا لأي مفاجآت قد تعقّد الحسابات في مجموعة يُراد حسمها بأقل قدر من الضغط.

تتويج الرديف وقود معنوي للمنتخب الأول

وتأتي هذه المباراة في سياق معنوي إيجابي، بعد تتويج المنتخب المغربي الرديف بلقب كأس العرب (قطر 2025) عن جدارة واستحقاق. هذا الإنجاز أعاد التأكيد على عمق الخزان البشري لكرة القدم الوطنية، وشكل مصدر تحفيز إضافي لزملاء القائد أشرف حكيمي، من أجل السير على النهج ذاته وتأكيد أن الكرة المغربية تعيش مرحلة استقرار وتراكم إيجابي.

أفضلية تاريخية واضحة… لكن دون استهانة

وبالعودة إلى تاريخ المواجهات المباشرة، تميل الكفة بوضوح لصالح المنتخب المغربي. فقد التقى المنتخبان في أربع مباريات رسمية ضمن منافسات قارية وإقليمية مختلفة، نجح خلالها “أسود الأطلس” في تحقيق ثلاثة انتصارات مقابل تعادل واحد، دون أن يتعرضوا لأي هزيمة أمام منتخب جزر القمر.

أما أحدث مواجهة بين الطرفين، فكانت خلال بطولة كأس العرب الأخيرة، حيث حسم المنتخب المغربي المباراة بنتيجة (3-1)، مؤكّدًا تفوقه الفني وجودة عناصره، دون أن يلغي ذلك ضرورة التعامل مع المباراة الحالية بتركيز كامل، لأن حسابات البطولات القارية لا تعترف بالأرقام وحدها.

جزر القمر… طموح بلا ضغوط

في المقابل، يدخل منتخب جزر القمر هذه المباراة بطموح مختلف. ففي ثاني ظهور له على أكبر مسرح كروي إفريقي، يسعى إلى تقديم أداء تنافسي واختبار قدراته أمام أحد أبرز منتخبات القارة. ويستفيد المنتخب القمري من هامش لعب أوسع في ظل غياب الضغوط، واضعًا نصب عينيه اكتساب الخبرة وتعزيز الثقة في مشروعه الكروي المتنامي.

صافرة البداية تحت أنظار القارة

وأسندت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مهمة إدارة المباراة الافتتاحية، التي يُرتقب أن تُجرى بشبابيك مغلقة، للحكم الكونغولي جان جاك ندالا، بمساعدة الموريتاني دحان بيدا من غرفة تقنية الفيديو “VAR”، في لقاء يُنتظر أن يحظى بمتابعة واسعة داخل وخارج القارة.

مباراة المنتخب المغربي وجزر القمر ليست مجرد افتتاح رسمي للبطولة، بل اختبار مبكر لطموح منتخب يرغب في كتابة فصل جديد من تاريخه القاري. بين ضغط الأرض والجمهور، وحافز البداية المثالية، سيكون على “أسود الأطلس” ترجمة كل هذه المعطيات إلى أداء مقنع ونتيجة تعزز الثقة، وتفتح الطريق نحو حلم طال انتظاره.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً