طقس المغرب مقبل على تحولات مهمة إلى غاية مطلع يناير

تعيش الحالة الجوية بالمغرب خلال هذه الفترة على وقع دينامية نشطة، طبعتها اضطرابات جوية مهمة أعادت الأمطار والثلوج إلى عدد واسع من المناطق. وبين ما تم تسجيله فعليًا خلال الأيام الماضية، وما تشير إليه النماذج الجوية بخصوص أواخر شهر دجنبر وبداية يناير، تبدو البلاد مقبلة على مرحلة من التحولات الجوية اللافتة، تحمل في طياتها إشارات إيجابية على المستويين الفلاحي والمائي.

منخفض جوي نشط وتأثيرات واسعة

تميزت الأجواء مؤخرًا بمرور منخفض جوي تمركز فوق جنوب غرب أوروبا، قريبًا من شمال المغرب، ما ساهم في تسجيل أمطار قوية ومهمة شملت مناطق الشمال الغربي، والوسط، وداخل البلاد، إضافة إلى مرتفعات الأطلس.

كما عرفت المرتفعات تساقطات ثلجية وازنة، خاصة بالأطلس المتوسط والكبير، وهو ما عزز المخزون المائي والثلجي بعد فترة من الجفاف النسبي.

ماذا ينتظر المغرب في أواخر دجنبر؟

تشير المؤشرات الجوية إلى تغيرات مهمة مرتقبة ما بين 20 دجنبر وبداية شهر يناير، خصوصًا خلال العشرة الأواخر من الشهر الجاري.
هذه التحولات قد تبدأ في أول هذه الفترة أو وسطها أو نهايتها، غير أن الثابت حسب المعطيات الحالية هو أن المغرب مقبل على مرحلة جوية مختلفة عمّا سبق.

أبرز مؤشر إيجابي يتمثل في انتقال المرتفع الأزوري نحو شمال المحيط الأطلسي، مع احتمال استقراره فوق إيرلندا وشمال غرب أوروبا.

هذا التموضع من شأنه فتح ما يُعرف بـ“البوابة الأطلسية”، ما يسمح بوصول سلسلة من المنخفضات الجوية الأطلسية نحو بلادنا.

وتُعد هذه المنخفضات الأكثر فائدة للمغرب، نظرًا لقدرتها على توزيع التساقطات من الشمال إلى الجنوب بشكل متوازن.

التوقعات القريبة: تفاصيل الأيام المقبلة

يوم الخميس 18 دجنبر
يرتقب أن يكون الطقس غائمًا بالمناطق الشرقية، والواجهة المتوسطية، والهضاب العليا الشرقية، ومنطقة فكيك، مع إمكانية نزول زخات مطرية قد تكون قوية أحيانًا.
كما يُنتظر استمرار تساقط الثلوج فوق مرتفعات الهضاب العليا الشرقية والأطلس المتوسط، مع أجواء شديدة البرودة قد تتسبب في تشكل الجليد بعدد من المناطق الجبلية.

مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط ومنطقة الحوز
ابتداءً من منتصف الأسبوع وإلى غاية نهايته، ستعرف هذه المناطق انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، قد تصل محليًا إلى ناقص 8 درجات تحت الصفر، ما يستدعي الحيطة والحذر.

من يوم الجمعة إلى نهاية الأسبوع
سيعبر منخفض جوي جديد فوق القارة الأوروبية، دافعًا بسحب ممطرة نحو شمال المغرب، خاصة مناطق الريف والشمال الشرقي، مع تزايد فرص التساقطات نهاية الأسبوع.
في المقابل، سيبقى الطقس مستقرًا نسبيًا بالمناطق الجنوبية وسوس، وغائمًا جزئيًا بالوسط، مع استمرار البرودة القاسية فوق المرتفعات.

توقعات عامة

تؤكد المعطيات الحالية وجود مؤشرات قوية على استمرار الاضطرابات الجوية خلال أواخر شهر دجنبر، مع احتمال امتدادها إلى بداية شهر يناير.
السيناريو العام يسير في اتجاه إيجابي، حيث يُرتقب أن تكون التساقطات متتالية وغير منقطعة لفترة زمنية مهمة، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على الموسم الفلاحي وتعزيز الفرشة المائية، التي عرفت تحسنًا ملحوظًا بفضل المنخفضات الأخيرة.

وإذا استمرت هذه الدينامية الجوية، فإن الموسم الحالي قد يكون من بين الأفضل خلال السنوات الأخيرة على المستويين الفلاحي والمائي، بما يحمله ذلك من آثار إيجابية على الأمن الغذائي والموارد المائية بالمملكة.

• تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.