عبد السلام وادو يهاجم منتقدي الركراكي: “هل نحن البلد الوحيد الذي يفكر في إقالة مدرب لا يُهزم؟”

عبد السلام وادو يهاجم منتقدي الركراكي رياضة عبد السلام وادو يهاجم منتقدي الركراكي

في خروج إعلامي قوي، دافع عبد السلام وادو، الدولي المغربي السابق والمدرب الحالي لنادي مارومو غالانتس الجنوب أفريقي، باستماتة عن الناخب الوطني وليد الركراكي، في ظل تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إليه مؤخرًا، رغم النتائج الإيجابية التي حققها مع المنتخب المغربي.

وفي حوار خص به موقع “أفريكا فوت“، عبر وادو عن اندهاشه من الحملة “غير المفهومة” التي تطال مدربًا لم يتذوق طعم الهزيمة في آخر أربع عشرة مباراة، منها اثنتا عشرة انتصارًا، معتبرًا أن هذه السلسلة “ليست فقط مشجعة، بل تستحق الإشادة وليس التقليل من قيمتها”، على حد تعبيره.

وتساءل وادو بلهجة حادة: “هل نحن فعلاً البلد الوحيد في العالم الذي يفكر في التخلي عن مدرب لا يُهزم؟”، مشيرًا إلى أن الأداء في المباراتين الأخيرتين ضد تونس وبنين، رغم تواضع النتيجة، كان كافيًا لبث نوع من الطمأنينة، لولا أن بعض الأصوات اختارت التركيز على الأسلوب والشكل، متجاهلة جوهر النتائج وصلابتها.

وأكد عبد السلام وادو أن مطالب الجماهير والإعلام بضرورة الأداء الجمالي في كل مناسبة ليست واقعية، خصوصًا في ختام موسم شاق، يعاني خلاله اللاعبون من الإرهاق الذهني والبدني، فضلًا عن الغيابات المؤثرة بسبب الإصابات. وقال: “الكرة الإفريقية تغيرت، ولم تعد المهارات الفردية كافية، بل أصبحت المعادلة تعتمد أيضًا على الذكاء التكتيكي والقوة الذهنية”.

وفي مقارنة لافتة، ذكّر عبد السلام وادو بفترات سابقة تألق فيها المنتخب المغربي هجوميًا، كما حدث أمام الغابون والكونغو وليسوتو، لكنه شدد على أن تحقيق هذا المستوى يتطلب ظروفًا متكاملة، مشيرًا إلى أن وليد الركراكي يمتلك القدرة على إعادة تلك الروح متى توفرت البيئة المناسبة.

ما يقلق عبد السلام وادو، كما أوضح، ليس الأداء ولا حتى النتيجة، بل ما وصفه بـ”الهوس غير الصحي” لدى فئة من الجماهير، التي ترفض منح المدرب وفريقه أي هامش للخطأ أو حتى للتجريب، مطالبًا بوقف هذه الضغوط التي قد تعصف باستقرار المنتخب. واستحضر في هذا السياق تجربة وحيد خليلوزيتش، الذي أُقيل قبل ثلاثة أشهر فقط من انطلاق كأس العالم، رغم نتائجه الجيدة، محذرًا من تكرار نفس السيناريو مع الركراكي.

ووجّه عبد السلام وادو رسالة صريحة إلى الجمهور المغربي قائلاً: “اتركوه يشتغل”، داعيًا إلى منح الطاقم التقني واللاعبين بيئة هادئة ومستقرة تمكنهم من التركيز وتقديم الأفضل، لافتًا إلى أن التصريحات الأخيرة للركراكي، مثل وصفه لنفسه بـ”أفضل مدرب في تاريخ المغرب”، تم إخراجها من سياقها وجرى تحميلها أكثر مما تحتمل، ما ساهم في تأجيج الخطابات السلبية.

وختم وادو حديثه بالتأكيد على أن ما يحتاجه المشروع الكروي المغربي الحالي ليس التغييرات المرتجلة، بل قليل من الصبر وكثير من الثقة، خاصة وأن المنتخب يملك بنية تحتية قوية وجيلاً ذهبيًا قادرًا على مقارعة الكبار قارياً ودولياً، إن توفرت له الأجواء المناسبة للعمل والنجاح.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً