في خطوة فجّرت موجة من الجدل بين الجماهير المغربية والتونسية، أدلى قائد المنتخب التونسي، فرجاني ساسي، بتصريحات نارية أثارت حفيظة العديد من المتابعين قبيل المواجهة الودية المرتقبة بين نسور قرطاج وأسود الأطلس، المقررة ليلة الجمعة المقبلة على أرضية ملعب فاس، الذي سيشهد أول مباراة تُقام عليه بعد إعادة تهيئته وتحديث مرافقه.
وخلال مقابلة مع قناة “Sans Gants”، عقب فوز المنتخب التونسي على نظيره البوركينابي بهدفين دون رد، صرّح ساسي بلهجة وُصفت بـ”الاستفزازية”، قائلاً:
“صحيح أن المنتخب المغربي يضم نجوماً كباراً، لكننا نحن أيضاً تونس، وعندنا رجال لن يذهبوا إلى المغرب في رحلة استجمام… سنقاتل من أجل الفوز رغم الطابع الودي لهذه المقابلة”.
ردود فعل غاضبة ومتباينة في المغرب
تصريحات ساسي لم تمر مرور الكرام، حيث تسببت في موجة من الردود الغاضبة في الأوساط الرياضية المغربية، واعتبرها كثيرون استفزازاً مباشراً ومحاولة لشحن الأجواء قبل المباراة، في سيناريو يتكرر كثيراً في لقاءات منتخبات شمال إفريقيا، التي تتميز دائماً بالحساسية والتوتر، حتى وإن كانت ودية.
ويرى بعض المحللين أن كلام ساسي يأتي في إطار محاولة مقصودة لبث الحماس في صفوف زملائه بالمنتخب التونسي، الذي يعيش حالياً مرحلة انتقالية على مستوى الأداء والنتائج، ويحتاج إلى دفعة معنوية قوية قبل اختبار صعب أمام منتخب بحجم المغرب.
الفوارق الفنية تميل بوضوح لأسود الأطلس
من منظور فني، يؤكد المتابعون أن كفة المنتخب المغربي تبدو الأرجح بشكل واضح، بالنظر إلى جودة الأسماء التي يضمها في صفوفه، والتي تنشط في نخبة الأندية الأوروبية، فضلاً عن الاستقرار الفني والتكتيكي الذي يعيشه الفريق تحت قيادة المدرب وليد الركراكي.
ويعتبر محللون أن المغرب بات رقماً صعباً في القارة الإفريقية، بفضل التماسك الكبير داخل المجموعة والتكتيك المنضبط، مما يجعله قادراً على فرض هيمنته حتى في المباريات الودية، ويضعه في موقع المرشح لتحقيق فوز مريح، وربما بنتيجة ثقيلة إذا تم استغلال الثغرات التي يعاني منها المنتخب التونسي، خصوصاً في خطوط الدفاع والوسط.
مباراة ودية بطابع تنافسي خاص
ورغم أن اللقاء يندرج ضمن الأجندة الودية، إلا أن حدة التصريحات الإعلامية أضفت عليه طابعاً تنافسياً قوياً، وجعلته أقرب إلى ديربي مغاربي بنكهة رسمية. ويرى محللون أن هذه المواجهة ستكون اختباراً مهماً للجاهزية الذهنية والقدرة على التعامل مع الضغوط، أكثر من كونها اختباراً للجاهزية البدنية فقط.
كما شددوا على أن مثل هذه المباريات تتطلب الكثير من الانضباط التكتيكي والحكمة في التعامل مع التوتر المحتمل داخل المستطيل الأخضر، خاصة وأن لحظات الانفعال قد تؤدي إلى قرارات خاطئة أو تصرفات قد تؤثر على صورة المنتخبين في آنٍ واحد.
وختاماً تبقى كل الأنظار موجهة نحو ملعب فاس ليلة الجمعة، حيث من المنتظر أن تحظى المباراة بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، وسط ترقب لما ستؤول إليه المواجهة بين منتخبين يجمعهما التاريخ والجغرافيا، ويفرقهما طموح إثبات الذات في ساحة إفريقية تزداد تنافسيتها يوماً بعد يوم.
التعاليق (1)
لاتاريخ لا جغرافيا تجمعنا بتونس ولا الجزائر ولا ليبيا ولاموريتانيا.