من “الحضور ضعيف” إلى “المغرب نموذج”.. كيف انقلب خطاب حفيظ دراجي في 24 ساعة؟

حفيظ دراجي وكاس أفريقيا 2025 مختارات حفيظ دراجي وكاس أفريقيا 2025

خلال تعليقه على مباراة كوت ديفوار والموزمبيق ضمن مباريات كأس أفريقيا 2025 المنظمة بالمغرب، أثار المعلق الجزائري حفيظ دراجي جدلًا واسعًا بتصريحاته حول ضعف الحضور الجماهيري، قبل أن ينقلب خطابه بشكل مفاجئ في اليوم الموالي إلى إشادة غير مسبوقة بالمغرب وملاعبه وتنظيمه. هذا التحول السريع يطرح أكثر من علامة استفهام: هل كان توصيفًا بريئًا؟ أم أن الواقع فرض تعديل النبرة؟

عندما يصبح “التوصيف” رسالة مبطنة

حفيظ دراجي قال بالحرف إن الحضور الجماهيري “قليل” خلال المباريات السابقة، قبل أن يعتبر ذلك مجرد توصيف للواقع وليس انتقادًا للتنظيم، بل ذهب إلى تحميل “الكاف” جزءًا من المسؤولية، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع إجبار الناس على دخول الملاعب.

كلام قد يبدو في ظاهره منطقيًا، لكن السياق لا يُقرأ بالجُمل المعزولة، بل بالرسائل التي تصل للمشاهد. فحين يُكرر وصف “المدرجات الفارغة” في بطولة تُنظم على أرض المغرب، فإن الانطباع العام يُفهم على أنه تشكيك غير مباشر في الزخم الشعبي والنجاح التنظيمي.

التحول المفاجئ: من النقد إلى الانبهار

الغريب ليس في الاختلاف في الرأي، بل في السرعة القياسية للتحول. فبين عشية وضحاها، صار حفيظ دراجي منبهرًا بملاعب المملكة ومشيدًا بنظام تصريف المياه وجودة الأرضيات ومهللًا لعدم توقف أي مباراة رغم التساقطات المطرية القوية خاصة في ملاعب الرباط. داعيًا الجماهير للحضور بكثافة لإنجاح العرس القاري.

نبرة جديدة كليًا، وكأننا أمام معلق آخر، أو على الأقل خطاب آخر.

هل هي صدفة؟ أم أن الواقع كان أقوى؟

في مثل هذه الحالات، يصعب تصديق منطق “الصدفة”. ما أظهرته الملاعب المغربية من احترافية، وما كشفته الأمطار من جاهزية البنية التحتية، فرض واقعًا لا يمكن القفز عليه أو التقليل منه.

المغرب لم يحتج للدفاع عن نفسه، لأن الصورة نقلت الحقيقة: ملاعب حديثة، تنظيم محكم، ومباريات تُستكمل دون ارتباك.

الجمهور المغربي لا يحتاج شهادة

الجمهور المغربي معروف بشغفه بكرة القدم، وحبه للفرجة الجميلة، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الوطني أو بباقي المنتخبات الإفريقية. لكن الحضور الجماهيري تحكمه عوامل متعددة: توقيت المباريات، أيام العمل، بعد الملاعب، وقيمة المواجهة نفسها. وهذا واقع عالمي، لا مغربي فقط.

ما حدث ليس مجرد اختلاف في التقدير، بل مثال واضح على كيف يمكن للواقع أن يفرض تصحيح الخطاب.
المغرب اليوم لا يحتاج إلى تلميع، ولا يخشى النقد الموضوعي، لكنه في المقابل لا يقبل الأحكام المتسرعة أو الرسائل المبطنة.

وفي النهاية، تبقى الحقيقة ثابتة: من يراهن على فشل المغرب، غالبًا ما ينتهي بالإشادة به… ولو على مضض.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    الحسود لا يسود