لم تعد الملاعب المغربية التي تحتضن كأس أفريقيا 2025 مجرد مسارح للتنافس الرياضي، بل تحولت إلى قلب نابض لكرة القدم العالمية، حيث تشتعل المدرجات بجماهير استثنائية حولت الأجواء إلى كرنفال قاري يسرق الأنظار من كل بقاع الأرض.
إن ما نشهده اليوم في المملكة يتجاوز مفهوم التنظيم التقليدي، ليؤكد أن نسخة كأس أفريقيا 2025 هي بروفة حقيقية لمونديال 2030، تبرهن للعالم أن المغرب يمتلك القدرة على مزج سحر القارة السمراء بأعلى المعايير الدولية.
حضور نجوم الصف الأول في الساحة الكروية أكد أن هذا الحدث أكبر بكثير من مجرد منافسة إقليمية؛ إنه موعد عالمي اجتمع فيه الوفاء بالهوية مع عشق المستديرة. ولعل المشهد الأكثر تأثيراً الذي ميز أجواء “الكان 2025“، هو ظهور كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، في قلب الرباط وأيضا في مراكش.
لم يكتفِ مبابي بالحضور، بل اختار إرسال رسالة حب واحترام للمنتخب المغربي وجماهيره، حين ظهر بقميص “أسود الأطلس” حاملاً الرقم 2، دعماً لصديقه المقرب أشرف حكيمي، في لحظة خطفت القلوب وأكدت أن أنظار كبار اللعبة موجهة صوب هذا العرس الإفريقي.
ولم يتوقف الزخم عند هذا الحد، إذ شهدت كواليس كأس أفريقيا 2025 تواجد أسماء ثقيلة من عمالقة الكرة الأوروبية، مثل ثنائي “الليغا” أوريلين تشواميني وجول كوندي، اللذين اختارا عيش حرارة المدرجات الإفريقية واكتشاف سحر الأجواء التي لا تصنعها إلا الجماهير المغربية.
هذا التوافد للنجوم يؤكد أن الجذب الذي تمارسه المملكة اليوم جعل من البطولة وجهة مفضلة لنخبة اللاعبين العالميين الذين وجدوا في مدن المغرب سحراً يجمع بين عبق التاريخ وشغف كرة القدم الحقيقي.
المشهد اكتمل بلمسة من العظمة التاريخية مع ظهور الأسطورة زين الدين زيدان في المدرجات لدعم ابنه لوكا، في لحظة إنسانية مؤثرة حملت في طياتها اعترافاً ضمنياً بعظمة التنظيم المغربي.
إن حضور هذه الأيقونات الكروية، من زيدان إلى مبابي، يقطع الشك باليقين بأن كأس أفريقيا 2025 قد ارتقت لمكانة عالمية تليق بطموح القارة. هنا في المغرب، إفريقيا تتنفس المجد، والمملكة تكتب التاريخ في أكبر تظاهرة كروية شهدتها القارة السمراء!
التعاليق (0)