كينيا في مأزق بشأن استضافة “الكان” و”الشان”

تواجه كينيا تحديات كبيرة قد تهدد قدرتها على استضافة بطولتي كأس الأمم الأفريقية للمحليين “الشان“، وكأس الأمم الأفريقية “كان 2027″، وذلك بعد خفض كبير في الميزانية المخصصة لقطاع الرياضة في البلاد، ما أثار مخاوف بشأن استعدادات الدولة لاستقبال الحدثين القاريين المرتقبين.

ووفقاً لتقارير إعلامية كينية، فقد تضاءلت آمال البلاد في الوفاء بالتزاماتها التنظيمية بعد أن أظهرت الميزانية المقترحة لعام 2025-2026 انخفاضاً ملحوظاً في تمويل الرياضة. وبيّنت التقارير أن لجنة الميزانية والتخصيصات في البرلمان الكيني قامت بتعديل المبلغ المخصص للرياضة، ليتم تخفيضه من 18.59 مليار شلن كيني إلى 17.46 مليار شلن، أي ما يعادل تقليصاً بنحو 1.1 مليار شلن.

الأزمة لا تتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت الميزانية الجديدة عن غياب كامل لأي بند مخصص لسداد رسوم استضافة كأس الأمم الأفريقية 2027، والتي تبلغ 3.9 مليار شلن كيني، كان من المفترض تسديدها بحلول أبريل 2026. هذه المعطيات دفعت مراقبين ومسؤولين إلى دق ناقوس الخطر بشأن مصير الاستضافة، خصوصاً أن البطولة مُزمع تنظيمها بشكل مشترك بين كينيا وتنزانيا وأوغندا.

وأشار موقع “Citizen Digital” إلى أن لجنة التمويل لم تُدرج أي مخصصات مالية لتغطية رسوم الاستضافة أو حتى لدعم البنية التحتية المرتبطة بتنظيم الحدث، ما يضع البلاد في موقف حرج أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، الذي يُشرف على تنظيم البطولتين.

وفي تطور مقلق آخر، أفادت اللجنة البرلمانية المعنية بأن الوزارات الحكومية لن تتلقى أي مخصصات مالية جديدة خلال السنة المالية الحالية، ما يعني غياب الدعم المالي الرسمي حتى لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين “الشان”، التي من المقرر أن تحتضنها كينيا في شهر أغسطس المقبل.

هذا الواقع يطرح تساؤلات جدية حول قدرة كينيا على تنفيذ وعودها تجاه تنظيم البطولتين، خاصة في ظل الضغط الزمني المتسارع، والحاجة الماسة لتجهيز الملاعب والبنية التحتية وفق معايير الاتحاد الأفريقي. وتُعد هذه الاستضافة فرصة تاريخية لكينيا لإبراز نفسها على الساحة الكروية الأفريقية، لكن تراجع الدعم المالي قد يحول دون تحقيق هذا الطموح، ويُفقد البلاد ثقة الشركاء الإقليميين والدوليين.

وبينما تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في المخصصات المالية، يبقى مصير استضافة “الكان” و”الشان” معلقًا بقرارات الحكومة المقبلة، وسط ترقب شديد من الشارع الرياضي المحلي والإفريقي على حد سواء.