أثار الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي موجة من الجدل عبر تدوينة شكك فيها في “الحضور الجماهيري” و”نظام التذاكر” خلال بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 المقامة بالمغرب.
حفيظ دراجي، الذي ترك تحليل المستطيل الأخضر ليتفرغ لعدّ المقاعد وقراءة النوايا، أعاد إحياء خطاب “التشكيك” المعتاد كلما تعلق الأمر بنجاح مغربي قاري.

الحقيقة خلف المدرجات: واقعية الأرقام لا أوهام النصوص
الغريب في الأمر ليس في عدد الحضور، بل في تحول “الجماهيرية” إلى قضية وجودية فقط عندما يكون المغرب هو المنظم. فجأة، تحول البعض إلى لجان افتحاص وتفتيش تبحث عن “ثغرة” في التذاكر أو “هفوة” في التنظيم، متناسين أن الأرقام في المدرجات عادة ما تكون أوضح وأصدق من الأحقاد التي تُكتب في التدوينات.
لنضع الأمور في سياقها المنطقي والرياضي:
- اختصاصات الكاف: عملية بيع التذاكر وإدارتها هي مسؤولية “الاتحاد الإفريقي لكرة القدم” (CAF) وليست مسؤولية الدولة المنظمة، وهو بروتوكول عالمي متبع.
- ظاهرة العزوف القاري: تاريخياً، تشهد الأدوار التمهيدية في أغلب البطولات القارية (سواء في إفريقيا أو حتى في بعض نسخ آسيا وأمريكا الجنوبية) حضوراً متفاوتاً، وهذا واقع كروي عالمي لا يستوجب اختراع نظريات مؤامرة.
- العوائق اللوجستية والمادية: القدرة الشرائية لجزء كبير من الجماهير الإفريقية لا تسمح بالتنقل الدائم والواسع، ولولا الجاليات المقيمة في الخارج لما رأينا هذا الصخب في مدرجات القارة السمراء عموماً.
التناقض الصارخ: المنع من السفر ثم الشكوى من الغياب!
من المثير للسخرية أن نرى انتقادات لغياب الجمهور من أطراف تفرض قيوداً مالية صارمة على مواطنيها (منحة سياحية محدودة لا تتجاوز 750 يورو)، ثم تتساءل في تناقض عجيب عن سبب ضعف الإقبال على السفر أو ارتفاع أسعار التذاكر.
هذا ليس فشلاً تنظيمياً للمضيف، بل هو قمة العبث في إدارة شؤون المشجع في بلده الأصلي.
المغرب يتكلم بلغة الإنجاز
بينما ينشغل البعض بإحصاء الكراسي الفارغة، كان المغرب يملأ الدنيا ضجيجاً إيجابياً بصور الملاعب العالمية والبنية التحتية التي تليق بهذه البطولة. الهوية الرياضية لا تُقاس فقط بالجنسية في المدرج، بل بالشغف والاحترافية والقدرة على استقبال القارة بأكملها في ظروف مثالية.
المغرب لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من “ناعقين” يقتاتون على إثارة الفتن. الملاعب جاهزة، التنظيم يتحدث عن نفسه، والواقع أقوى من أي رواية مفبركة. من يعجز عن مجاراة التقدم، سيبحث دائماً عن هفوة، ومن لا يجدها.. سيخترع “مؤامرة”.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)