لماذا تعارض الجزائر كل نجاح يحققه المغرب؟.. 3 أمنيات تكشف موقف العسكر من المملكة

علمي المغرب والجزائر مختارات علمي المغرب والجزائر

المقال يتناول التوتر بين المغرب والجزائر، مستندًا إلى تصريحات الإعلامي الجزائري وليد كبير. يزعم المقال أن النظام الجزائري يرى في نجاحات المغرب تهديدًا، ويتمنى فشله في قضايا مثل الصحراء وكأس أمم إفريقيا. يحلل المقال أسباب الخلاف التاريخية، والتحولات الاقتصادية والدبلوماسية التي يشهدها المغرب، وكيف تستغل الجزائر العداء للمغرب داخليًا لتبرير سياساتها. يؤكد المقال على سياسة المغرب الهادئة والتعاونية، ويدعو إلى حل الخلافات عبر الحوار والسلام.

صرّح الإعلامي الجزائري وليد كبير، المعروف بانتقاداته للنظام في بلاده، بأن السلطة العسكرية الجزائرية تتمنى ثلاث أمور مرتبطة بالمغرب، وهي:

  1. تأجيل الحسم في ملف الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن الدولي، حتى يبقى النزاع مفتوحًا ويُستخدم كورقة ضغط سياسية.
  2. اندلاع اضطرابات أو احتجاجات في بعض المدن المغربية، لتصوير البلاد على أنها تعاني من عدم الاستقرار.
  3. فشل المغرب في تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، وهي أمنية تعبّر عن قلق واضح من النجاحات التنظيمية والدبلوماسية التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة.

هذه التصريحات لقيت تفاعلاً واسعًا، لأنها تعكس – حسب متابعين – طريقة تفكير دوائر القرار في الجزائر تجاه كل تقدم مغربي على الساحة الإقليمية.

خلفيات التوتر بين البلدين

تعود جذور الخلاف بين المغرب والجزائر إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما تبنّت الجزائر موقفًا داعمًا لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، رغم أن قضية الصحراء المغربية تُعتبر، نزاعًا إقليميًا يمكن حله في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب سنة 2007، والتي وصفتها عدة دول بـ”الجدية وذات المصداقية”.

ورغم دعوات المغرب المتكررة إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية و”مد اليد” كما عبّر الملك محمد السادس في خطبه، إلا أن الرد الجزائري ظل سلبياً، وصولاً إلى قرار قطع العلاقات الدبلوماسية سنة 2021 من طرف الجزائر بشكل أحادي.

النجاح المغربي يثير حفيظة الجار الشرقي

يعيش المغرب خلال العقد الأخير طفرة اقتصادية ودبلوماسية غير مسبوقة، من خلال مشاريع ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة، والربط الإفريقي، والبنية التحتية، إضافة إلى تعزيز موقعه في إفريقيا والشرق الأوسط.

وقد استطاع المغرب تأمين اعتراف متزايد بسيادته على الصحراء من قِبل دول كبرى، بينها الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، والمجر، إلى جانب افتتاح أكثر من 30 قنصلية إفريقية وعربية في مدينتي العيون والداخلة.

كل هذه التطورات جعلت النظام الجزائري – حسب محللين – يعيش حالة من الانزعاج السياسي والدبلوماسية، في ظل المقارنة الدائمة بين النموذج المغربي المنفتح والإصلاحي، والنموذج الجزائري الذي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية داخلية متكررة.

المغرب يختار سياسة النفس الطويل

ورغم كل الحملات الإعلامية والهجمات السياسية، يواصل المغرب نهجه الهادئ والمسؤول، متجنباً التصعيد، ومتمسكاً بمبدأ “الجار لا يُختار لكن يجب احترامه”.

كما يركّز المغرب على تعزيز مكانته القارية والدولية عبر الدبلوماسية التنموية، ومشاريع الربط الاقتصادي والطاقي مع دول الجوار الإفريقي، ما يجعل منه فاعلاً محورياً في استقرار المنطقة المغاربية.

كيف يستفيد النظام الجزائري من العداء للمغرب داخليًا؟

يرى مراقبون أن العداء الممنهج للمغرب أصبح بمثابة أداة سياسية داخلية لدى النظام الجزائري، تُستخدم لتوحيد الرأي العام حول “عدو خارجي”، ولصرف الانتباه عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.

ويشير الخبراء إلى أن الآلة الإعلامية الرسمية في الجزائر تكرّر خطاب “التهديد المغربي” لتبرير السياسات المتشددة داخليًا، وتغذية النزعة الوطنية بطريقة تخدم استمرار الوضع القائم دون إصلاحات حقيقية.

في المقابل، يرفض العديد من الأصوات الجزائرية المستقلة – مثل وليد كبير وغيره – هذه المقاربة، معتبرين أن “العداء للمغرب لا يخدم إلا استمرار نفس الطبقة الحاكمة في السلطة، على حساب مستقبل الشعبين الشقيقين”.

موقف المغرب الرسمي من التصعيد الجزائري

تتبنى المملكة المغربية سياسة اليد الممدودة والحوار البناء، مؤكدة على أن العلاقات بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار.

وتكرر الرباط أن أي تصعيد من طرف الجزائر لن يغير من موقف المغرب الثابت في الدفاع عن مصالحه الوطنية، مع الحفاظ على استقراره الداخلي وتعزيز موقعه الإقليمي والدولي.

كما تعمل الدبلوماسية المغربية على إشراك الشركاء الدوليين والإقليميين لدعم حل النزاعات بالطرق السلمية، بعيدًا عن المناورات الإعلامية أو الضغوط السياسية.

خصومة من طرف واحد

تكشف تصريحات الإعلامي وليد كبير أن الخصومة بين المغرب والجزائر هي في حقيقتها أحادية الجانب، إذ لا يبادل المغرب العداء بمثله، بل يركز على العمل والتقدم والتعاون، بينما تختار السلطة في الجزائر الاصطدام الإعلامي والسياسي.

ويبقى السؤال الأهم:
هل تدرك الجزائر أن استقرار وازدهار المنطقة المغاربية لن يتحقق إلا بتعاونها مع المغرب، لا بمحاربته؟


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً