المغرب يواجه تصاعدًا في الهجمات السيبرانية، خاصة على الشركات الصغيرة والمتوسطة. تصدر إفريقيا في عدد الهجمات (41% في 4 أشهر 2025) بسبب التوسع الرقمي السريع، قلة الوعي، وزيادة المعاملات المالية. الحل يتطلب تدريب الموظفين، تحديث الأنظمة، اعتماد حماية متقدمة، وتعاون بين القطاعين العام والخاص. الأمن السيبراني ضرورة سيادية.
يشهد المغرب في السنوات الأخيرة تحولًا رقمياً سريعاً، شمل الإدارة العمومية، والمعاملات البنكية، والتجارة الإلكترونية، والخدمات الذكية.
لكن هذا التطور جعل المملكة أيضاً هدفاً مغرياً للهجمات السيبرانية، خاصة تلك التي تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشكّل العمود الفقري للاقتصاد الوطني
تقرير حديث صادر عن شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني كشف أن المغرب تصدّر إفريقيا في عدد الهجمات الرقمية الموجهة نحو هذا النوع من الشركات، بنسبة 41% خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025، متقدماً على تونس (24%) والجزائر (16%).
⚠️ ما الذي يجعل المغرب في صدارة الهجمات؟
الخبراء يفسرون هذا الوضع بعدة عوامل متداخلة:
- توسع رقمي سريع دون حماية كافية — العديد من المقاولات تعتمد تقنيات رقمية حديثة دون أن ترافقها أنظمة أمن قوية.
- قلة الوعي بالأمن السيبراني — ما زال جزء كبير من الموظفين لا يدركون خطورة الروابط والملفات الخبيثة.
- تزايد التجارة الإلكترونية والمعاملات البنكية، وهو مجال مغرٍ للقراصنة الباحثين عن بيانات مالية.
- غياب التنسيق الكافي بين القطاعين العام والخاص في مواجهة التهديدات الجديدة.
ويشير التقرير إلى أن 55% من الهجمات اعتمدت على برامج تحميل خادعة تبدو غير ضارة، ما يعكس تطورًا في أساليب الهندسة الاجتماعية والخداع الإلكتروني.
🛡️ كيف يمكن التصدي لهذه الموجة؟
الخبراء يؤكدون أن الدفاع لا يتطلب فقط معدات متطورة، بل أيضًا تغييرًا في الثقافة الرقمية داخل المؤسسات المغربية.
وفي هذا الإطار، يوصي التقرير بما يلي:
💡 تكوين الموظفين بشكل مستمر حول أساليب الاحتيال الرقمي الحديثة.
🔄 تحديث الأنظمة والبرامج بشكل دوري لتفادي الثغرات.
🔐 اعتماد سياسات حماية متقدمة مثل المصادقة الثنائية وتشفير البيانات الحساسة.
🤝 تعزيز التعاون بين الدولة والشركات الخاصة لإنشاء شبكة إنذار مبكر ضد الهجمات.
رهان الأمن السيبراني المغربي
المغرب اليوم أمام تحدٍ وطني حقيقي يتمثل في تأمين بنيته الرقمية بنفس الحزم الذي يؤمّن به حدوده الجغرافية.
ففي عالم تتحول فيه المعلومة إلى سلاح، يصبح الاستثمار في الأمن السيبراني ضرورة سيادية وليس خيارًا تقنيًا.
📝 تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة (تقرير كاسبرسكي وتحليلات أمنية)، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)