ماذا يستفيد المغرب من تنظيم كأس إفريقيا 2025؟

المغرب يستعد لتنظيم كأس أفريقيا 2025 آراء المغرب يستعد لتنظيم كأس أفريقيا 2025

مع كل صافرة انطلاق لتظاهرة كبرى على أرض المغرب (كأس أفريقيا 2025 نمودجا)، ينقسم الشارع المغربي بين منتشٍ بجمالية العرس الرياضي، وبين متسائلٍ بنبرة لا تخلو من عتاب: “ماذا سنجني من كل هذا؟”.

وبينما يغرق البعض في جدل الكلفة والميزانيات، تخبرنا الحركية غير المسبوقة في شوارعنا ومطاراتنا أن الجواب يتجاوز رقعة الملعب، وأن ما يحدث اليوم هو استثمار في “ماركة المغرب”‘ ومستقبل أبنائه.

سؤال عدمي يتكرر مع كل تظاهرة كبرى: ماذا يستفيد المغرب؟ والجواب اليوم لا يُكتب في تدوينات “فيسبوك” ولا يُناقش في المقاهي، بل يُقرأ في شوارع الرباط، الدار البيضاء، مراكش، وأكادير.

انظروا إلى العاصمة اليوم: فنادق مصنفة ممتلئة عن آخرها، منصات الحجز (Booking) تعرض “خارج الخدمة”، شقق مفروشة أصبحت عملة نادرة، وحركة دؤوبة في المطاعم والأسواق. هذا ليس مجرد صخب رياضي، بل هو محرك اقتصادي يدور بأقصى سرعته.

اقتصاد “كاش” وحركة لا تتوقف

الفائدة هنا ليست أرقاماً وهمية، بل هي اقتصاد مباشر. عندما يمتد تدفق الجماهير من طنجة إلى أكادير، فنحن نتحدث عن رواج في قطاع النقل، المطاعم، المقاهي، والصناعة التقليدية. هي عملة صعبة تدخل الخزينة، وفرص شغل لشباب يجدون في هذه التظاهرات منصة لإبراز مهاراتهم.

بنية تحتية تعيش لأجيال

يخطئ من يظن أن الملاعب هي الربح الوحيد. الربح الحقيقي هو تحديث العصب الحيوي للبلاد. القطارات الإضافية، توسعة المطارات، تهيئة الطرق السيار، وتجويد الخدمات الصحية والرقمية.. هذه مكتسبات لن ترحل مع رحيل المنتخبات، بل هي إرث سيستخدمه المواطن المغربي لسنوات طوال بعد صافرة النهاية.

“بروفة” كبرى لمونديال 2030

كأس إفريقيا هي المرآة التي تكشف حجمنا الحقيقي. نعم، قد تظهر بعض الثغرات أو الخصاص في بعض الخدمات، وهذا بالضبط هو الهدف! التظاهرات الكبرى تعمل كـ “كشاف ضوئي” يسلط الضوء على مكامن الخلل لإصلاحها وتجاوزها. نحن لا ننظم “الكان” للاحتفال فقط، بل لنُعد أنفسنا لاستقبال العالم في 2030 بجاهزية لا تقبل الخطأ.

الإشعاع الدولي: التسويق الذي لا يُشترى بالمال

ملايين المشاهدين خلف الشاشات، مئات الصحفيين الدوليين، وجماهير ستعود لبلدانها لتحكي عن “المغرب الآمن والمضياف”. هذا النوع من التسويق الاستراتيجي يحول المشجع اليوم إلى سائح غداً، ويحول المستثمر المتردد إلى شريك واثق في بلد يمتلك القدرة على التنظيم والتدبير، لا الشكوى والانتظار.

العدمي لا يرى من الكأس إلا “تكلفتها”، أما الدول الطموحة فترى فيها “عائدها الاستراتيجي”. من لا يفهم لماذا تستثمر الدول العظمى في الرياضة، لن يفهم أبداً كيف تُبنى القوى الإقليمية.

كأس إفريقيا ليست عبئاً مالياً، بل هي قاطرة تنمية تجبر الجميع —دولة وخواص— على رفع الإيقاع. المغرب يتحرك، ومنزعج من هذا الحراك هو من ألف الجمود ويهوى لغة العجز.

انتهى الكلام.. والموعد في الميدان.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً