مفاجأة طبية.. دواء بارز لعلاج الصداع النصفي وفي التفاصيل، كشفت دراسة إيطالية جديدة عن نجاح دواء “ليراغلوتيد”، الذي يستخدم في الأساس لعلاج مرض السكري، في تقليل نوبات الصداع النصفي الشهرية بأكثر من النصف لدى المشاركين في الدراسة، وذلك عبر آلية عمل جديدة وغير متوقعة تتمثل في خفض ضغط سائل الدماغ.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة، وقد يوفر خياراً علاجياً فعالاً لحوالي شخص من كل سبعة أشخاص حول العالم يعانون من الصداع النصفي، وخاصة أولئك الذين لا يستجيبون للأدوية الوقائية المتاحة حالياً.
وقد أجرى هذه الدراسة الهامة باحثون من مركز الصداع بجامعة نابولي “فيديريكو الثاني” الإيطالية، وعُرضت نتائجها في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب لعام 2025، الذي انعقد في هلسنكي بفنلندا، في الحادي والعشرين من يونيو الجاري.
نتائج واعدة ونوعية حياة أفضل
أعطى الباحثون دواء “ليراغلوتيد”، وهو من فئة ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1 (GLP-1)، لـ 26 شخصاً بالغاً يعانون من السمنة والصداع النصفي المزمن (أكثر من 15 يوماً من الصداع شهرياً). وكانت النتائج مذهلة، حيث أشار المرضى إلى أنهم تخلصوا من حوالي 11 يوماً من الصداع شهرياً في المتوسط. كما انخفضت درجات الإعاقة لديهم بمقدار 35 نقطة في اختبار تقييم إعاقة الصداع النصفي، مما يشير إلى تحسن مهم في قدرتهم على العمل والدراسة والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
آلية عمل غير متوقعة
حظيت أدوية (GLP-1) باهتمام واسع مؤخراً في علاج السكري والسمنة، حيث تعمل على خفض مستويات السكر في الدم وتقليل الوزن عن طريق كبح الشهية. ولكن في هذه الدراسة، ورغم انخفاض مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين بشكل طفيف، إلا أن هذا الانخفاض لم يكن هو السبب في تحسن حالة الصداع لديهم.
وهذا ما يعزز الفرضية التي طرحها الباحثون، وهي أن تقليل الصداع كان نتيجة لآلية مختلفة تماماً: خفض الضغط داخل الجمجمة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور سيمون براكا، الباحث المشارك في الدراسة: “شعر معظم المرضى بتحسن خلال أول أسبوعين، وأفادوا بتحسن كبير في جودة حياتهم”. وأوضح: “نعتقد أن هذه الأدوية تقلل من إطلاق ببتيد رئيسي يسبب الصداع النصفي (CGRP)، وذلك من خلال تعديل ضغط السائل النخاعي وتقليل ضغط الجيوب الوريدية داخل الجمجمة. وهذا يطرح التحكم في الضغط داخل الجمجمة كمسار علاجي جديد تماماً وقابل للاستهداف دوائياً”.
وأشار الباحثون إلى أنهم يخططون لدراسات مستقبلية لتحديد ما إذا كانت أدوية أخرى من نفس الفئة قادرة على تقديم نفس الراحة، وربما بآثار جانبية أقل.
التعاليق (0)