بعد إعادة بناء شاملة وجذرية، يفرض ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط نفسه كواحد من أبرز المنشآت الرياضية في إفريقيا، وكنموذج يعكس طموح المغرب في ترسيخ مكانته كقوة تنظيمية قارياً ودولياً.
هذا الصرح الرياضي الجديد لا يمثل مجرد ملعب لكرة القدم، بل بنية تحتية متكاملة تستجيب لأعلى معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في أفق الاستحقاقات الكبرى، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025، والاستعدادات المتواصلة لما بعد 2030.
إعادة بناء بمعايير دولية وفي زمن قياسي
شُيّد ملعب الأمير مولاي عبد الله لأول مرة سنة 1983، قبل أن يخضع سنة 2025 لعملية إعادة بناء شاملة، أنجزت في وقت قياسي وبكفاءات مغربية خالصة. هذه العملية لم تكن مجرد ترميم، بل إعادة تصور كاملة للملعب وفق دفتر تحملات صارم يحترم المعايير الدولية، سواء على مستوى السلامة، الراحة، أو الجوانب التقنية واللوجستيكية.
أرضية لعب هجينة… الأولى من نوعها في إفريقيا
من أبرز ما يميز الملعب الجديد، اعتماده على عشب طبيعي هجين بتكنولوجيا متقدمة، يعد الأول من نوعه على مستوى القارة الإفريقية.
ويجمع هذا النظام بين العشب الطبيعي والألياف الاصطناعية، ما يضمن:
- تصريفاً مثالياً لمياه الأمطار
- قدرة عالية على التحمل خلال توالي المباريات
- سرعة تعافي العشب
- أداء رياضي متوازن وسلامة أكبر للاعبين
- استدامة طويلة المدى للأرضية
مرافق حديثة لخدمة اللاعبين والحكام
يتوفر الملعب على أربعة مستودعات ملابس عصرية، صُممت لتوفير أعلى درجات الراحة، وتشمل:
- تجهيزات حديثة ومريحة
- دُشّات واسعة
- مناطق مخصصة للاستشفاء
- فضاءات ملائمة للتحضير البدني والتكتيكي
كما يضم مصحة متعددة التخصصات من الجيل الجديد، موجهة لخدمة الرياضيين والجماهير، بما يعكس رؤية شمولية للصحة والسلامة داخل المركب.
طاقة استيعابية كبيرة وتجربة متفرج متكاملة
بطاقة استيعابية تبلغ 68.700 مقعد، يقدم ملعب الأمير مولاي عبد الله تجربة مشاهدة متطورة، مدعومة بثلاث فئات من فضاءات الضيافة، تشمل:
- 110 مقصورات خاصة
- خمسة صالونات استقبال قادرة على استيعاب حوالي 5.400 شخص
- فضاء مخصص للأشخاص في وضعية إعاقة، وفق معايير الولوج الشامل
فضاءات إعلامية وتنظيمية بمواصفات احترافية
يولي الملعب أهمية خاصة للإعلام والتنظيم، حيث يتوفر على:
- فضاء إعلامي متكامل للصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة
- قاعة للندوات الصحفية
- ثلاث قاعات للاجتماعات
- تجهيزات تقنية ولوجستيكية حديثة تواكب متطلبات التظاهرات الكبرى
خدمات متطورة وتجربة متكاملة للزوار
في جانب الخدمات، يضم الملعب:
- مطبخاً مركزياً ومطابخ فرعية لضمان جودة الأطعمة
- عدة فضاءات تجارية، من بينها خمسة مخصصة للعلامات التجارية
- ستة مواقف للسيارات
- خمس منشآت فنية لتسهيل الولوج وتنظيم حركة الجماهير
تكنولوجيا عالية للأمن والبث والتجربة البصرية
على المستوى التكنولوجي، يتوفر الملعب على:
- نظام إضاءة متطور مطابق لمعيار فيفا (A)، يضمن جودة مثالية للبث التلفزي عالي الدقة
- نظام مراقبة يضم 800 كاميرا مدعمة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن والسلامة
- شاشتين عملاقتين وشاشة LED محيطية لتحسين العرض البصري
- نظام صوتي عالي الجودة يضمن توزيعاً متجانساً وأجواء مثالية خلال التظاهرات الرياضية والثقافية
ملعب محوري في كأس إفريقيا 2025
سيكون ملعب الأمير مولاي عبد الله أحد الأعمدة الرئيسية لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستقام بالمغرب بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، حيث سيحتضن:
- مباراة الافتتاح بين المنتخب المغربي ومنتخب جزر القمر
- المباراة النهائية للبطولة
البطاقة التقنية لملعب الأمير مولاي عبد الله
- الاسم الرسمي: ملعب الأمير مولاي عبد الله
- تاريخ البناء: 1983 – أعيد تشييده سنة 2025
- الطاقة الاستيعابية: 68.700 مقعد
- نوع العشب: عشب طبيعي هجين
- نظام الإضاءة: مطابق لمعيار فيفا (A)
أبرز التظاهرات التي احتضنها:
- كأس أمم إفريقيا 1988
- كأس العالم للأندية 2022
- كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة 2023
بإعادة بناء ملعب الأمير مولاي عبد الله وفق أعلى المعايير الدولية، يوجه المغرب رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في البنية التحتية الرياضية ليس مجرد استعداد لبطولة عابرة، بل خيار استراتيجي طويل المدى. هذا الصرح الجديد يعزز ثقة القارة والعالم في قدرة المملكة على تنظيم أكبر التظاهرات، ويكرس كرة القدم كرافعة للتنمية، والصورة، والإشعاع الدولي.
صور ملعب الأمير مولاي عبد الله





- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)