مناورة فاشلة من الجزائر بخصوص معركة الصحراء

مناورة فاشلة من الجزائر بخصوص معركة الصحراء مختارات مناورة فاشلة من الجزائر بخصوص معركة الصحراء

في خطوة جديدة تعكس ما وصفه مراقبون بـ”اليأس الدبلوماسي”، سعت الجزائر مجدداً إلى توظيف لقاءاتها الثنائية في محاولة يائسة لإقحام نزاع الصحراء المغربية في المحافل السياسية، حيث أدرجت الملف بشكل مفاجئ ضمن أشغال الدورة الخامسة للمشاورات السياسية الجزائرية البلجيكية التي انعقدت أول أمس الثلاثاء بالعاصمة.

ورغم أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية أشار إلى مناقشة تطورات الوضع في فلسطين ومنطقة الساحل إلى جانب ملف الصحراء، إلا أنه تجنب بشكل لافت الإشارة إلى أي موقف صريح عبرت عنه بلجيكا، مما فسره متابعون كدليل على تحفظ بروكسل أو تمسكها بالموقف الأوروبي الرافض للانحياز للطرح الانفصالي والداعم لجهود الأمم المتحدة.

وتأتي هذه “المناورة” الجزائرية في وقت يشهد فيه موقف بروكسل تطوراً إيجابياً متزايداً نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي سبق لوزير الخارجية البلجيكي السابق أن وصفها بـ”الجهد الجدي وذي المصداقية” و”الأساس الواقعي” لحل سياسي. ويرى خبراء أن تحركات الجزائر الأخيرة ليست سوى محاولة بائسة لتعويض فقدان الزخم الدولي الذي منيت به أطروحة جبهة “البوليساريو”، في ظل تصاعد وتيرة الدعم الدولي للمقاربة المغربية.

وفي هذا الإطار، أكد عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة “أفريكا ووتش”، أن الخارجية الجزائرية لم تدخر جهداً في محاولة إثارة الغموض والالتباس حول قضية الصحراء المغربية، بهدف إضعاف الموقف المغربي وخلق جيوب مقاومة لمطالب المملكة المشروعة.

وأضاف الكاين، في تصريح له، أن هذا السلوك يأتي في وقت تحقق فيه مبادرة الحكم الذاتي المغربية زخماً دبلوماسياً هائلاً، مما يدفع الكابرانات إلى “انتهاج سياسة العرقلة والممانعة”.

واعتبر أن تكرار الكابرانات لمحاولة تصوير النزاع كقضية تصفية استعمار يعكس “منسوباً مرتفعاً من مشاعر التوجس والارتباك” نتيجة النجاحات المغربية، وأن إدراج ملف الصحراء في المباحثات مع بلجيكا “يعكس نزعة هروبية” ومحاولة لتضليل الرأي العام الدولي، في وقت تعيش فيه الجزائر توتراً داخلياً بسبب هيمنة المؤسسة العسكرية.

من جهته، سجل الدكتور داداي بيبوط، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر، أن هذه المحادثات تعيد إلى الواجهة مساعي نظام الكابرانات اليائسة للتأثير على الدوائر الدبلوماسية الغربية، عبر استغلال القضايا الثنائية لإقحام نزاع الصحراء في سياقات لا تمت له بصلة، بهدف التشويش على الشراكات المغربية الأوروبية وتحويل الأنظار عن الأوضاع الداخلية المتأزمة في الجزائر، وعلى رأسها “انتكاسة الحريات”.

وأكد بيبوط له أن هذه الخطوة تأتي في ظل “الهرولة السياسية” لجنرالات الجزائر لكسر العزلة الدبلوماسية، خاصة بعد تدهور العلاقات مع فرنسا وإسبانيا. وأشار إلى أن هذا السلوك يعكس “أزمة عميقة في رؤية الجزائر لعلاقاتها الخارجية المبنية على نزعة انتقامية من المغرب”، مؤكداً أن مثل هذه المحاولات لن تثمر أي تحول في المواقف الأوروبية، خاصة البلجيكية، نظراً للعلاقات الاستراتيجية القوية التي تربط بروكسل بالرباط كموقع الشريك الموثوق والأكثر استقراراً في شمال إفريقيا. وشدد على أن إدراج ملف الصحراء في المشاورات لن يغير من رسوخ الموقف البلجيكي، بل سيعكس “هشاشة الدبلوماسية الجزائرية وافتقارها إلى رؤية واقعية”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً