في خرجة جديدة تعكس حجم “الارتباك” والضغوط التي يعيشها، اختار الصحفي الجزائري حفيظ دراجي منصة “فيسبوك” لينشر خطاباً مليئاً بـ “المظلومية” والمؤامرات الوهمية، موجهاً سهامه هذه المرة نحو نظام سير بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي يحتضنها المغرب.
ماذا قال حفيظ دراجي؟
نشر دراجي تدوينة جاء فيها: “مجرد ملاحظة.. رواد المجموعات الأربع الأولى في كأس أمم إفريقيا بالمغرب، سيواجهون أصحاب المركز الثالث في ثمن النهائي، إلا الجزائر وحامل اللقب كوت ديفوار عن المجموعتين الخامسة والسادسة، حيث سيواجهان صاحبي المركز الثاني”.
وتابع دراجي مزاعمه بالقول: “لو جئنا في المركز الثاني كنا سنلعب ضد كوت ديفوار أو الكاميرون، وبما أننا نلنا المركز الأول فسنواجه السنغال أو جمهورية الكونغو، فمرحباً بمن تم اختيارهم لملاقاتنا.. سنلعب بنفس الروح.. والله خير الماكرين”.
الرد المفحم: “بدعة” أم قانون دولي؟
تجاهل حفيظ دراجي في منشوره حقيقة تقنية بسيطة؛ وهي أن نظام “تأهل أفضل أصحاب المركز الثالث” هو آلية تنظيمية معمول بها منذ عقود في بطولات الفيفا والكاف التي تضم 24 منتخباً. والمثير للسخرية، أن نسخة مصر 2019 التي توج بها المنتخب الجزائري، اعتمدت نفس النظام، حيث واجه حينها منتخب بلاده صاحب المرتبة الثالثة في طريقه نحو اللقب، ولم يخرج دراجي وقتها للحديث عن “مؤامرة” أو “مكر”.
الجمهور المغربي يلقن دراجي درساً في الشجاعة
لم تتأخر ردود فعل المتابعين المغاربة، الذين دمجوا بين السخرية والواقعية الرياضية لإفحام صاحب “الفوبيا” المغربية:
ـ عقدة “أفضل ثالث”: ذكر النشطاء دراجي بأن كوت ديفوار في النسخة الماضية تأهلت كـ “أفضل ثالث” وأطاحت بالمتصدرين لتفوز باللقب، مؤكدين أن “من أراد اللقب عليه إطاحة الكبار في الميدان لا البكاء الرقمي”.
ـ رسالة “الميدان للشجعان”: جاء في أقوى الردود: “إذا كانت لديك فوبيا من بعض الفرق، كان عليك الجلوس بالمنزل وتفرج على العظماء، الميدان للشجعان وليس للفئران التي تتباهى بالقوة عند غياب القطط”.
ـ ارحل للرباط وحط شكايتك: وبنبرة ساخرة، دعا متابعون دراجي للتوجه لمقر الكاف الجديد في الرباط بدلاً من لوم الحظ والتذاكر والجمهور، قائلين: “زهرك أزهرة.. من بدأ الكان وأنتم في البكاء والشكوى”.
ختام “مثير للشفقة”
اعتبر مراقبون أن إقحام آية كريمة في مسألة رياضية بحتة لا تقبل التأويل الديني هو محاولة “مثيرة للشفقة” لاستعطاف الجماهير وإخفاء المخاوف من الفشل الرياضي خلف قناع “المؤامرة الكونية” التي يشكل المغرب دائماً محورها في خيال حفيظ دراجي.

التعاليق (0)