أعلن وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، عن قائمة اللاعبين التي ستخوض مباراتين وديتين أمام منتخبي تونس وبنين يومي 6 و9 يونيو/حزيران المقبل، في إطار الاستعدادات الجادة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستحتضنها المملكة المغربية نهاية هذا العام.
وليد الركراكي اختار أبرز نجوم المنتخب المحترفين في الدوريات الأوروبية، في خطوة تؤكد رغبته في الحفاظ على الانسجام والتوازن داخل “أسود الأطلس”، وتحقيق نتائج إيجابية أمام “نسور قرطاج” و”السناجب” في اختبارات ودية مرتقبة.
العودة إلى فاس بعد غياب 16 عاماً
المواجهة الأولى أمام تونس ستُجرى على أرضية الملعب الكبير بمدينة فاس، في محطة رمزية لمنتخب المغرب، الذي يعود للعب في هذا الملعب بعد غياب دام 16 سنة، كانت آخرها في لقاء ضد منتخب الكاميرون.
العودة إلى فاس تحمل دلالات معنوية، في وقت يسعى فيه الفريق الوطني إلى استعادة أجواء المنافسة داخل الملاعب الوطنية، استعداداً لاستقبال كبار القارة في كأس إفريقيا المقبلة.
بوعدي وصلاح الدين خارج الحسابات: الالتزام أولاً
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الثلاثاء بمركز محمد السادس لكرة القدم في الرباط، تطرق الركراكي لبعض الغيابات البارزة في القائمة، وعلى رأسها أيوب بوعدي، لاعب نادي ليل الفرنسي، وأنس صلاح الدين، مدافع روما الإيطالي.
الناخب الوطني لم يُخفِ استياءه من غموض مواقف بعض اللاعبين ذوي الأصول المغربية في اختيار المنتخب الذي يمثلونه، مؤكداً أن التردد وعدم الوضوح في الانتماء لا يخدم مشروع المنتخب.
رسائل واضحة: اللعب للمغرب اختيار ومسؤولية
في رده على أسئلة الصحفيين، قال وليد الركراكي:
“ألاحظ تركيزاً كبيراً على من غاب عن القائمة، بدلاً من تسليط الضوء على من التحق بها بإرادة والتزام. بالنسبة لي، من لا يكن واضحاً في اختياره اللعب لبلده، لا يمكننا الاعتماد عليه في مشروعنا.”
وبخصوص بوعدي تحديداً، أوضح المدرب أنه يُفضل منح الفرصة للاعبين الذين أعلنوا رغبتهم الصريحة في تمثيل المغرب، معبّراً عن احترامه الكبير للمواهب التي فضّلت حمل القميص الوطني رغم وجود عروض من منتخبات أخرى.
وليد الركراكي.. “نحترم من اختار المغرب.. ونغلق الباب أمام المترددين”
في موقف حاسم، قال وليد الركراكي عن صلاح الدين:
“نتابع العديد من الأسماء في أوروبا، لكننا نهتم فقط بمن يظهر رغبة حقيقية في تمثيل المغرب. لا يمكن أن نستمر في مطاردة لاعبين لا يريدوننا، بل علينا أن نُقدّر من اختار الوطن على أي عرض آخر.”
هذه التصريحات الحاسمة تُرسل رسالة قوية لكل اللاعبين مزدوجي الجنسية: الولاء للوطن ليس مجرّد خطوة رياضية، بل موقف والتزام يستحق التقدير.
ختاماً: مرحلة جديدة بقيادة واضحة
وليـد الركراكي يُظهر مجدداً أنه لا يبحث فقط عن الجودة الفنية، بل عن الانتماء الحقيقي والالتزام المطلق من اللاعبين. وبقائمة قوية واختيارات محسوبة، يستعد المنتخب المغربي لخوض مرحلة تحضيرية مهمة قبل الحدث الإفريقي الكبير الذي سيُقام على أرضه.
الرسالة واضحة: من يريد حمل قميص الأسود، عليه أن يكون أسداً قبل كل شيء.
التعاليق (0)