ما الذي دار بين ولي العهد الأمير مولاي الحسن وعميد المنتخب المغربي في افتتاح كأس أفريقيا 2025

ولي العهد الأمير مولاي الحسن مختارات ولي العهد الأمير مولاي الحسن

لم يكن حفل افتتاح كأس إفريقيا للأمم 2025، الذي ترأسه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط اليوم الأحد 21 دجنبر الجاري، مجرد مناسبة بروتوكولية أو لحظة احتفالية عابرة، بل حمل في تفاصيله رسائل رمزية عميقة تختصر علاقة خاصة تجمع القيادة المغربية بالمنتخب الوطني. لحظة قصيرة في زمنها، لكنها قوية في دلالتها، تمثلت في الحوار الذي دار بين ولي العهد وعميد المنتخب المغربي رومان سايس.

في أجواء يسودها التركيز والحماس، بادر رومان سايس، بصفته قائداً لأسود الأطلس، إلى مخاطبة ولي العهد قائلاً: «بلّغ تحياتنا لجلالة الملك». عبارة بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل وعياً جماعياً بثقل المسؤولية، وإدراكاً واضحاً بأن المنتخب لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل أمة بأكملها وتطلعات شعب ينتظر الفرح.

وجاء رد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن مباشراً، صادقاً، وخالياً من أي تكلف: «جلالة الملك يتابعكم، ويتمنى لكم التوفيق… ننتظركم تفرحونا». في هذه الكلمات القليلة، تجسدت فلسفة كاملة في التعامل مع الرياضة الوطنية، حيث لا يُختزل المنتخب في نتائج تقنية، بل يُنظر إليه كرافعة معنوية قادرة على توحيد الشعور الوطني وبث الفرح الجماعي.

رد العميد رومان سايس، «إن شاء الله يا ربي»، لم يكن وعداً إعلامياً ولا خطاباً محسوباً، بل تعبيراً تلقائياً عن الإحساس بالمسؤولية، وعن إدراك اللاعبين لحجم الثقة الموضوعة فيهم. هو رد يعكس أن المنتخب واعٍ بأن الدعم الملكي ليس مجاملة، بل التزام متبادل بين من يمثل الوطن في الميدان ومن يضع ثقته فيه.

هذا الحوار القصير كشف، في عمقه، عن تلاحم متجذر بين المؤسسة الملكية والمنتخب الوطني، تلاحم لم يولد اليوم، بل تراكم عبر سنوات من العمل والاستثمار في كرة القدم الوطنية. كما عكس أن القيادة المغربية لا تكتفي بالمواكبة من بعيد، بل تحرص على الحضور المعنوي في اللحظات المفصلية، حين يكون للكلمة أثر يوازي أثر التكتيك داخل المستطيل الأخضر.

في افتتاح كأس إفريقيا 2025، لم تكن الرسالة موجهة فقط إلى اللاعبين، بل إلى الرأي العام الوطني أيضاً: المنتخب يحظى بثقة الدولة، والدولة تنتظر منه أن يحول هذه الثقة إلى فرح جماعي. إنها لحظة تختصر معنى القميص الوطني، حيث تصبح الكرة مسؤولية، والكلمة دافعاً، والثقة وقوداً لطموح قاري مشروع.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً