موجة حر شديدة تضرب المغرب: درجات تصل إلى 45 درجة وتحذيرات من “رياح الشركي” وفي التفاصيل، يستعد المغرب ابتداءً من يوم الإثنين 17 يونيو وإلى غاية الأربعاء 19 يونيو 2025، لموجة حر شديدة، ستجتاح عددًا من الأقاليم، خاصة تلك الواقعة في المناطق الداخلية بوسط وشرق وجنوب شرق البلاد، حيث يُتوقع أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 38 و45 درجة مئوية، وفق ما أفادت به المديرية العامة للأرصاد الجوية.
وفي توضيحات خاصة أوضح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية، أن هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يُعزى إلى تأثير المنخفض الصحراوي الحراري، الذي بدأ يمتد نحو شمال ووسط البلاد تزامنًا مع فترة الانتقال الموسمي نحو الصيف.
وأضاف يوعابد أن هذا النظام الجوي يجلب كتلًا هوائية ساخنة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى ومنطقة الجنوب الشرقي، ما يؤدي إلى ارتفاع شديد في الحرارة داخل الأقاليم الجنوبية، والسهول الداخلية لشمال ووسط وشرق البلاد، وهي مناطق لا تستفيد من التأثير التلطيفي للمحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط.
🔹 العوامل الجغرافية والرياح الجافة ترفع درجات الحرارة
وشرح المتحدث أن هذا الارتفاع مرتبط أيضًا بتراجع امتداد المرتفع الآصوري باتجاه غرب أوروبا، مما فتح المجال أمام صعود الكتل الحارة نحو التراب المغربي. كما تُعد المناطق المتأثرة، مثل سوس، تادلة، الرحامنة، سايس، وادي ملوية، والجنوب الشرقي، مكشوفة مباشرة لرياح “الشركي” المعروفة بحدتها وجفافها، نتيجة موقعها الجغرافي بين تضاريس جبلية ومناطق داخلية.
وأشار كذلك إلى تأثير ظاهرة “فون”، حيث تهب رياح جافة وساخنة نازلة من المرتفعات بعد فقدانها للرطوبة أثناء عبورها سلاسل الأطلس، مما يعزز ارتفاع درجات الحرارة في السهول المجاورة.
🔹 تغير في نمط المناخ.. وحرارة تتجاوز المعدلات
ردًا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الموجة تدخل ضمن الانتقال الطبيعي نحو الصيف، أو تمثل تحوّلاً في وتيرة الحرارة، أكد يوعابد أن موجة الحر الحالية طبيعية نسبيًا في هذا التوقيت، لكنها جزء من تغير مناخي أوسع، حيث رُصد في السنوات الأخيرة ارتفاع في حدة وتكرار موجات الحر.
وأوضح أن المغرب عرف خلال سنتي 2022 و2023 درجات حرارة قياسية واستثنائية، كان أبرزها الرقم القياسي المسجل في مدينة أكادير يوم 11 غشت 2023، عندما بلغت الحرارة 50.4 درجة مئوية، وهو أعلى مستوى مسجّل رسميًا في تاريخ المملكة.
وأشار إلى أن هذا التوجه يتماشى مع التحذيرات الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشأن تسارع آثار الاحترار المناخي إقليميًا ودوليًا.
🔹 نشرة إنذارية وتحذيرات صحية
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، تشير فيها إلى تسجيل موجة حر تتراوح بين 42 و45 درجة مئوية بعدد من العمالات والأقاليم، من بينها:
تاونات، أوسرد، وزان، العرائش، واد الذهب، بوجدور، أسا-الزاك، السمارة، طاطا، زاكورة، القنيطرة، سيدي قاسم، سيدي سليمان، قلعة السراغنة، مراكش، الرحامنة، الخميسات، بني ملال، الفقيه بن صالح، ومولاي يعقوب.
فيما ستتراوح الحرارة ما بين 38 و42 درجة في:
كلميم، تارودانت، بن سليمان، برشيد، خريبكة، سطات، شيشاوة، سلا، الصخيرات تمارة، سيدي بنور، اليوسفية، مكناس، الرشيدية، خنيفرة، فاس، كرسيف وتازة.
🔹 توصيات للمواطنين: تجنّب الشمس وشرب السوائل
في ظل هذه الظروف الجوية القاسية، دعت المديرية المواطنين إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، واللجوء إلى الأماكن المظللة كلما أمكن، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء والسوائل لتفادي حالات الجفاف، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن.
كما شددت المديرية على ضرورة عدم ترك الأطفال داخل السيارات أو في أماكن مغلقة، ومراعاة شروط السلامة الصحية للمهنيين والعاملين في الهواء الطلق خلال هذه الفترة الحارة.
✅ خلاصة:
موجة الحر التي تضرب المغرب هذا الأسبوع تمثل حلقة جديدة من ظواهر مناخية آخذة في التكرار والحدة، ما يُعزز من التحذيرات بخصوص تسارع التغير المناخي، ويدعو إلى يقظة أكبر، سواء من السلطات أو المواطنين، للتكيف مع هذه التحولات.
التعاليق (0)