الركراكي يرفع السقف قبل مواجهة جزر القمر: نلعب على اللقب أمام جمهورنا

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

يدخل المنتخب الوطني المغربي نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 المقامة بالمغرب، وهو يحمل على عاتقه طموحًا واضحًا لا لبس فيه: التتويج باللقب القاري أمام الجماهير المغربية، وهو ما عبّر عنه الناخب الوطني وليد الركراكي بوضوح خلال الندوة الصحفية التي سبقت مباراة الافتتاح أمام منتخب جزر القمر.

الركراكي أكد في ندوة صحفية اليوم السبت 20 دجنبر الجاري، أن احتضان المغرب لهذا العرس الإفريقي بعد سنوات من الانتظار يمنح البطولة طابعًا خاصًا، مشددًا على أن الهدف لم يعد يقتصر على تقديم مستوى مشرف، بل الذهاب بعيدًا نحو منصة التتويج. وقال في هذا السياق إن جميع المباريات تحمل نفس الأهمية، مع الإقرار بخصوصية مباراة الافتتاح التي تفرض ضغطًا إضافيًا بحكم التنظيم والانتظارات الجماهيرية.

وعن الغيابات والإصابات التي طالت بعض الركائز الأساسية، وعلى رأسهم أشرف حكيمي وسفيان أمرابط وإيغامان، أوضح مدرب “أسود الأطلس” أن الطاقم التقني تعامل مع الوضعية بهدوء ودون البحث عن مبررات، مؤكدًا أن كل لاعب داخل المجموعة واعٍ بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في بطولة من هذا الحجم.

وفي حديثه عن مشروعه مع المنتخب منذ توليه المهمة سنة 2022، شدد الركراكي على أنه عمل على تغيير العقلية داخل المجموعة، من الاكتفاء بنتائج إيجابية إلى الإيمان بثقافة الفوز والتتويج بالألقاب، معتبرًا أن الثقة في الإمكانيات الذاتية كانت مفتاح الوصول إلى مستويات تنافسية أعلى.

كما أقرّ بأن المنتخب المغربي بات من بين أبرز المرشحين للتتويج، حتى وفق بعض التوقعات المبنية على نماذج الذكاء الاصطناعي، غير أنه حذّر في المقابل من قوة باقي المنتخبات الإفريقية، مؤكدًا أن كأس إفريقيا تظل مسابقة لا تعترف بالمنطق المسبق، والمفاجآت فيها واردة دائمًا.

وسلط الناخب الوطني الضوء على التوازن الذي يميز المجموعة الحالية، من خلال المزج بين عناصر الخبرة، مثل رومان سايس وأشرف حكيمي وسفيان أمرابط، ولاعبين شباب من طينة بلال الخنوس والطالبي، في إطار رؤية تسعى إلى التتويج القاري مع ضمان استمرارية النجاح مستقبلاً.

كما وجّه الركراكي شكره لأشرف حكيمي على الجهود التي بذلها من أجل العودة السريعة، موضحًا أن قرار مشاركته أمام جزر القمر سيُتخذ بعد تقييم جاهزيته بشكل نهائي، معبرًا عن ثقته الكاملة في التزام اللاعبين ورغبتهم في تشريف القميص الوطني.

وختم بالإشارة إلى بعض الإكراهات المرتبطة بتأخر التحاق عدد من اللاعبين بسبب التزاماتهم مع أنديتهم، موضحًا أن كل طرف دافع عن مصالحه، مع الإشادة بتفهم بعض الأندية مثل ريال بيتيس وفنربخشة.

ويختتم المنتخب المغربي، مساء اليوم السبت، استعداداته لمواجهة جزر القمر، المقررة يوم غد الأحد، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن الجولة الأولى من منافسات كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025”.

حين يتحول خطاب الركراكي إلى التزام علني

ما يلفت في تصريحات وليد الركراكي هذه المرة، ليس فقط وضوح الهدف، بل تحوله إلى التزام علني أمام الجمهور. الحديث عن التتويج لم يعد مجرد طموح مشروع، بل أصبح عنوانًا رئيسيًا للمرحلة، وهو ما يعكس ثقة المدرب في مجموعته، لكنه في الوقت نفسه يرفع سقف الانتظارات إلى أعلى مستوى.

الركراكي يدرك جيدًا أن اللعب على أرض الوطن يمنح امتيازًا نفسيًا كبيرًا، لكنه في المقابل يضاعف الضغط، خصوصًا في مباراة الافتتاح، حيث يكون هامش الخطأ محدودًا جدًا. لذلك، فإن تركيزه على عقلية المجموعة وتحمل المسؤولية يبدو رسالة موجهة للاعبين بقدر ما هي موجهة للرأي العام.

كما أن تعامله الهادئ مع ملف الإصابات يعكس محاولة واضحة لنزع أي ذريعة محتملة، وترسيخ مبدأ أن “المنتخب أقوى من الأسماء”، وهو رهان سيُختبر عمليًا مع توالي المباريات.

في المحصلة، يدخل المنتخب المغربي هذه النسخة من كأس إفريقيا بصفته مرشحًا حقيقيًا، لكن النجاح لن يُقاس بالتصريحات ولا بالتوقعات، بل بقدرة المجموعة على ترجمة هذا الخطاب الواثق إلى أداء متزن ونتائج تحسم التفاصيل الصغيرة… وهي بالضبط ما تصنع الفارق في البطولات الكبرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً