في اكتشاف قد يغير قواعد الرعاية الصحية، كشفت دراسة أمريكية حديثة أن عقار الميتفورمين، المعروف كعلاج للسكري، قد يمنح النساء فرصة أكبر للوصول إلى سن التسعين أو أكثر. هذا الدواء، الذي يُستخدم عادة لضبط مستويات السكر في الدم، يُظهر الآن إمكانيات مذهلة في إبطاء الشيخوخة.
نشرت الدراسة في مجلة “علم الشيخوخة: العلوم الطبية” بتاريخ 19 مايو 2025، وركزت على نساء بعد انقطاع الطمث يعانين من السكري من النوع الثاني. ما الذي اكتشفه الباحثون؟ استخدام الميتفورمين قلل مخاطر الوفاة قبل سن 90 بنسبة 30% مقارنة بأدوية السلفونيل يوريا، وهي فئة أخرى من علاجات السكري. لكن، مع عدم مقارنة الدواء بعقار وهمي، يبقى السؤال: ما السر وراء هذه النتائج؟
حيث استندت الدراسة إلى بيانات مبادرة صحة النساء (WHI)، وهي واحدة من أضخم الدراسات الأمريكية التي بدأت في التسعينيات وشملت أكثر من 161 من النساء. حتى اليوم، لا تزال 42 ألف مشاركة، تتراوح أعمارهن بين 78 و108 أعوام، يساهمن في هذا المشروع الرائد المدعوم من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم. أنتجت المبادرة أكثر من 2400 ورقة علمية، ساعدت في تشكيل سياسات الصحة العامة في أمريكا.
لكن الميتفورمين ليس مجرد دواء للسكري. يُستخدم أيضًا لعلاج سكري الحمل ومتلازمة تكيس المبايض، بل ويُساعد في الوقاية من السكري لمن هم في دائرة الخطر. يعمل الدواء بتحسين استجابة الجسم للإنسولين وتغيير توازن بكتيريا الأمعاء، مما قد يقلل الشهية ويعزز فقدان دهون الجسم، وفقًا لموقع “ويب إم دي”. هذه التغييرات قد تكون المفتاح لتأثيره على طول العمر.
وقاد الدراسة الدكتور علاء الدين هـ. شدياب والدكتورة أندريا لاكروا من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو. ويؤكدان أن هذه النتائج تمهد الطريق لفهم أعمق لدور الميتفورمين في تعزيز الصحة. لكن التحدي مستمر: هناك حاجة إلى دراسات إضافية لكشف الآليات الكامنة وراء هذه الفوائد. فهل يكون الميتفورمين الخطوة القادمة نحو حياة أطول وأكثر صحة؟
التعاليق (0)