كيف حاولت “البوليساريو” استغلال احتجاجات “جيل Z”؟

زعيم البوليساريو الانفصالية مختارات زعيم البوليساريو الانفصالية

🧩 حرب الصور والمقاطع المفبركة: السلاح المفضل لـ”البوليساريو”

نبّهت فعاليات صحراوية خلال الأيام الماضية إلى أن أبواق جبهة “البوليساريو” الانفصالية عمدت إلى بثّ صور ومقاطع فيديو قديمة، ونسبتها زوراً إلى الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بعض المدن المغربية.

وحسب نفس المصادر، فإن هذه المواد لا تعكس الواقع الراهن، بل تُستعمل في سياق دعائي يروم تضليل الرأي العام الخارجي وخلق انطباع زائف بوجود توتر في الصحراء المغربية.


🎥 مقاطع من “أكديم إيزيك” وأحداث 2017 تعود للواجهة

من بين المقاطع التي أعادت الجبهة استغلالها، فيديوهات تعود إلى أحداث مخيم أكديم إيزيك سنة 2010، وأخرى من تدخل أمني سنة 2017 بمدينة السمارة.

هذه المقاطع قدّمتها الصفحات المحسوبة على “البوليساريو” على أنها احتجاجات حديثة يقودها “جيل Z” في الجنوب المغربي، في محاولة مكشوفة لإعادة تدوير مشاهد قديمة ضمن سردية إعلامية جديدة.


📰 “نشرات ميدانية” مفبركة وأخبار على المقاس

في خطوة أثارت سخرية المتابعين، روّجت بعض القنوات التابعة للجبهة لما أسمته “نشرة إخبارية ميدانية”، يظهر فيها مقدّم أخبار يتفاعل مع مراسل “مزعوم” من عين المكان، بينما تُعرض في الأسفل لقطات منتجة بعناية توهم بأنها بث مباشر من مواقع الاحتجاجات.

غير أن تدقيق الخبراء بيّن أن الأمر لا يعدو كونه مسرحة إعلامية تستعمل صوراً مؤرشفة وتعليقات صوتية مضلّلة لتقديمها في حُلّة “الحدث العاجل”.


💬 “دارجة مغربية” مزيفة لتضليل الرأي العام

ولإضفاء مصداقية زائفة، لجأت بعض الصفحات إلى نشر منشورات ومقاطع بالدارجة المغربية، توهم بأنها صادرة عن شباب من مدن الصحراء، بينما هي في الأصل تُنتج من خارج التراب المغربي.

كما فُعّلت حسابات حديثة الإنشاء بأسماء مستعارة تروّج لأخبار زائفة عن “انتفاضة شاملة” أو “انفلات أمني”، مستندة إلى صور ولقطات قديمة لا علاقة لها بالسياق المغربي الراهن.


📱 “غرف عمليات رقمية” ووسوم مضلّلة

تعمل جبهة “البوليساريو” من خلال مجموعات مغلقة على تطبيق تلغرام ومنصة X (تويتر سابقاً) على ترويج وسوم مضلّلة ومحتوى مفبرك يهدف إلى تضخيم الأحداث ودفعها نحو التداول الواسع.

ويرى مراقبون أن هذه الأنشطة تُدار ضمن “غرف عمليات رقمية” تتحكم فيها عناصر من داخل مخيمات تندوف، ضمن محاولة لخلق “مشهد افتراضي بديل” يعاكس الواقع المستقر في الأقاليم الجنوبية.


🧠 وعي المغاربة.. السدّ المنيع ضد التضليل

رغم كثافة الحملة، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، ولاسيما من فئة الشباب، سرعان ما كشفوا زيف هذه المقاطع وفضحوا مصادرها، مما حوّل حملة “البوليساريو” إلى أضحوكة إعلامية.

هذا الوعي الرقمي يعكس نضج “جيل Z” المغربي الذي بات أكثر قدرة على التمييز بين الخبر الحقيقي والمحتوى المفبرك، مؤكدًا أن محاولات التضليل لا يمكنها أن تنال من استقرار المملكة ولا من وحدتها الترابية.


خلاصة:
حاولت “البوليساريو” استغلال احتجاجات “جيل Z” لترويج سردية انفصالية جديدة، لكنها اصطدمت بواقع رقمي مختلف عنوانه: الوعي المغربي، والإعلام الذكي، والمناعة ضد التضليل.


التعاليق (0)

اترك تعليقاً