في إعلام الجزائر: المغرب جائع، وفرنسا تنهار، والإمارات “دويلة صغيرة”.. والجزائر؟ جنة لا ينقصها سوى الحليب!

إعلام الجزائر آراء إعلام الجزائر

في الوقت الذي يعيش فيه المواطن الجزائري أزمة معيشية خانقة، يواصل الإعلام الرسمي في الجزائر رسم صورة وردية لبلد “الفردوس”، حيث “الزيت متوفر والحليب في كل بيت”، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً.

فبحسب ما تبثه القنوات والمواقع التابعة للنظام، يبدو أن البلد بات “جنة إفريقيا”، في حين أن الواقع اليومي يشهد طوابير طويلة على كيس حليب، وأسعار دجاج تفوق القدرة الشرائية للمواطن العادي، وأضاحي العيد باتت تُستورد من الخارج.

الإعلام الجزائري لا يتردد في مهاجمة دول الجوار، وعلى رأسها المغرب، الذي يصفه بأنه بلد “يموت جوعاً ويقتات من أوراق الشجر”، متناسياً أن الاقتصاد المغربي يُعد من بين الأقوى في شمال إفريقيا، وأن مؤشرات النمو والاستثمار فيه تتقدم بثبات رغم التحديات.

أما مالي، التي تصفها الجزائر بـ”بلد الانقلابيين”، فهي مرآة تُظهر ازدواجية الخطاب الجزائري، إذ يصعب على نظام لم يعرف التداول الديمقراطي منذ الاستقلال أن يوزّع دروساً في الشرعية والديمقراطية.

ولا تسلم فرنسا من هجوم الإعلام الجزائري، رغم أن آلاف الجزائريين يتدفقون سنوياً نحو قنصلياتها طلباً للتأشيرة، ولا حتى الإمارات التي تُختزل في وصف “دويلة صغيرة”، بينما هي قوة اقتصادية عالمية تملك استثمارات ضخمة… حتى داخل الجزائر نفسها!

لكن، في القنوات الرسمية، لا صوت يعلو فوق صوت “الإنجازات الوهمية”، حيث تُرسم صورة البلد كجنة مزدهرة تتعلم منها سويسرا “أسرار الرفاه”، في مشهد سريالي لا يمت للواقع بصلة.

الحقيقة أن النظام الجزائري يعيش عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة، في ظل تراجع شعبيته وتآكل شرعيته السياسية، وتنامي الوعي الشعبي داخل الجزائر الذي بات يرى التناقض الفاضح بين خطاب الإعلام وواقع المعيشة اليومية.

الإعلام الرسمي لا ينقل الواقع، بل يصنع وهماً جماعياً عنوانه: “نحن الأفضل، والآخرون يعيشون في الجحيم”، غير أن هذا الوهم بدأ يتهاوى أمام حقائق الواقع التي لا يمكن حجبها بعد اليوم.

التعاليق (2)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    اقسم بالله الا الشعب المغربي جيعان

    • رباب -

      حينت نتا الي جيعان