يشهد البوليساريو ارتباكًا غير مسبوق في تندوف، مع انقطاع التواصل بين القيادة والميدانيين، وفرار قادة إلى موريتانيا وإسبانيا. فشل غالي في التواصل مع الجزائر لتوفير الدعم، مما يضع الجزائر في موقف حرج. يرى المراقبون أن هذا قد ينذر بنهاية البوليساريو بسبب الصراعات الداخلية وتراجع الدعم الإقليمي، بينما يعزز المغرب موقفه الدولي.
ارتباك غير مسبوق داخل مخيمات تندوف
كشفت مصادر مطلعة أن جبهة البوليساريو تعيش خلال الأيام الأخيرة حالة من الاضطراب الداخلي الحاد، إثر انقطاع شبه تام لقنوات التواصل بين القيادة العامة المتمركزة في تندوف والقيادات الميدانية المنتشرة في المناطق العازلة.
وتؤكد المعلومات التي توصل لها موقع “أنا الخبر” أن هذا الانقطاع المفاجئ للتنسيق الميداني خلف حالة من الارتباك والضبابية داخل صفوف الجبهة الانفصالية، خصوصًا بعد فشل زعيمها إبراهيم غالي في إجراء اتصالات مباشرة مع المسؤولين الجزائريين لتدارك الوضع.
فرار قيادات وانقسامات متصاعدة
في خضم هذا المشهد، تتحدث المصادر عن فرار عدد من القادة الميدانيين نحو موريتانيا وإسبانيا، في مؤشر على تصدع داخلي متزايد داخل التنظيم الذي يعيش منذ فترة أزمات متلاحقة.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس فقدان الجبهة السيطرة على تحركات عناصرها، كما تكشف عن انهيار المعنويات داخل مخيمات تندوف، بعد فشل غالي في تحقيق أي مكاسب ميدانية أو سياسية تُذكر.
الجزائر في موقف حرج
من جهة أخرى، يجد النظام الجزائري نفسه في موقف حرج أمام التدهور المتسارع داخل الجبهة التي يعتبرها “ذراعه الإقليمي” في الصحراء.
وتشير المعطيات إلى توتر متزايد في قنوات الاتصال بين الجانبين، بعد أن عجز إبراهيم غالي عن إقناع الجزائر بتوفير الدعم اللوجستي والمالي اللازم لإعادة ضبط الصفوف، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية على النظام الجزائري نفسه.
هل تقترب نهاية البوليساريو؟
كل هذه المؤشرات تدفع العديد من المراقبين إلى طرح سؤال جوهري: هل اقتربت نهاية جبهة البوليساريو الانفصالية؟
فمن جهة، تتهاوى البنية التنظيمية للجبهة بفعل الصراعات الداخلية والفساد المالي، ومن جهة أخرى، يتعزز الموقف المغربي على المستوى الدولي، بعد توسع رقعة الدول الداعمة لمغربية الصحراء وافتتاح القنصليات في مدينتي العيون والداخلة والكشف عن مسودة مجلس الأمن القادمة والتي تتحدث عن قرارات مهمة تدعم الطرح العادل لقضية الصحراء المغربية .
ويرى محللون أن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل تحول استراتيجي قد يُنذر بانهيار الجبهة الانفصالية من الداخل، خصوصًا في ظل غياب رؤية واضحة وبدائل قيادية مقبولة داخل صفوفها.
وفي ضوء هذه التطورات، تبدو جبهة البوليساريو في مرحلة فقدان التوازن والاتجاه، وسط تراجع الدعم الإقليمي وتزايد الانقسامات.
وفي المقابل، يواصل المغرب تعزيز موقعه السياسي والدبلوماسي بثبات، مما يجعل الكفة تميل أكثر نحو تثبيت سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية وطي صفحة وهم الانفصال نهائيًا.
الارتباك الحالي داخل جبهة البوليساريو ليس مجرد حادث عرضي، بل مؤشر على انهيار بنيوي متدرّج قد يفضي إلى نهاية التنظيم الانفصالي كما نعرفه اليوم، في ظل تزايد الانقسامات الداخلية وتراجع الحاضنة الجزائرية التقليدية.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)