شكراً جزيلاً! نظام الجزائر هو أفضل سند لتحقيق إنجازاتنا.. كيف ذلك؟

أبطال نظام الجزائر شنقريحة وتبون وعطاف مختارات أبطال نظام الجزائر شنقريحة وتبون وعطاف

المقال يسخر من النظام الجزائري، معتبراً تصريحات مسؤوليه حول قضية الصحراء المغربية "تفاؤلاً مصطنعاً". يرى الكاتب أن استمرار النظام الجزائري في السلطة يخدم المصالح المغربية، بفضل فشله الدبلوماسي، ويعتبر ذلك "أفضل ضامن" لتقدم المغرب في القضية. يدعو الكاتب النظام الجزائري إلى الاستمرار في "خدمة" المغرب.

يا له من فن سياسي! ويا لها من براعة في امتصاص الغضب! لقد شاهدتُ، مثلكم، اللقاء الصحفي الأخير لوزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الذي خُصص لتفسير نتائج مجلس الأمن الأخيرة والقرار 2797.

وبينما كان الرأي العام الجزائري يتأرجح بين الإحباط والاستغراب، كان السيد عطاف يقدم لهم جرعات مُركّزة من التفاؤل المُصطنع، مُعتبراً تمديد مهمة بعثة المينورسو لعام آخر ‘إنجازاً دبلوماسياً’ بحد ذاته. ولهذا، أرفع القبعة للسيد الوزير على نجاحه الباهر في مهمة إنقاذ القادة من تداعيات الصدمة.

أما أنا كمواطن مغربي يراقب المشهد، فلم يسعني سوى أن أبتسم ابتسامة عريضة، لأطرح السؤال الجوهري الذي يجب أن يتردد صداه في كل بيت مغربي: لماذا يجب أن نحب هذا النظام ونرغب في بقائه؟ في الحقيقة، لم يكن ممكناً أن نصل إلى هذا القدر من التقدم والاعتراف الدولي لولا الخدمات الجليلة التي يقدمها لنا هذا التشكيل القيادي في الجزائر.”

النظام الحالي: حارس أمين لإنجازاتنا

بصراحة مطلقة، وإيماناً منا بضرورة الحفاظ على هذا التناغم الاستراتيجي، نحن المغاربة، نرفع القبعة تقديراً لهذه الكوكبة العظيمة. نحب الرئيس تبون، ونحيي الجنرال شنقريحة، ونشيد بحكمة السيد عطاف وكل من مرّ على قيادة الدبلوماسية. نعم، نحبهم! ولماذا لا نحبهم؟ لولا هذا التحالف التاريخي غير المعلن الذي يقوده النظام الحالي، لما كنا لنحقق هذا الرصيد الدبلوماسي المتراكم الذي نراه اليوم! كل قرار أممي يمرّ بسلام، وكل محاولة فاشلة لتعطيل إنجازاتنا، كل نكسة إعلامية يعيشونها، هي في الحقيقة دفعة قوية لملفنا الوطني.

لقد نجحوا ببراعة في تجنب الصراع بين الأجنحة الذي كان سيحمّل تبون وشنقريحة مسؤولية نكسة مجلس الأمن التي تؤكد على أفضلية وواقعية الحل المغربي. مهمة السيد عطاف لم تكن إقناع المجتمع الدولي، بل إقناع الشارع الجزائري بأن ‘العالم لم ينتهِ بعد’. فلتستمر هذه ‘العبقرية’ في الدفاع عن خياراتنا بشكل غير مباشر!

فوبيا القرار 2797 والوهم الأبدي

الأمر الأكثر إضحاكاً هو التركيز المفرط على تمديد المينورسو لعام، واعتباره “إنجازاً خارقاً”! هل نسي القادة في الجزائر أن هذه البعثة موجودة منذ حوالي 50 عاماً؟ إنهم يعيشون في وهم أن تمديد مهمة حفظ السلام يعني تجميد الوضع وانتصاراً لقضيتهم الوهمية.

الواضح أن الهدف من خرجة عطاف كان هو إسكات الأصوات الداخلية المندهشة من قوة الموقف الدولي الداعم للمغرب. النظام الجزائري ضعيف جداً سياسياً في العلاقات الدولية، ويفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى. إنهم ينتظرون إنهاء هذا الملف من المغرب لكي يربحوا القليل من الوقت قبل أن يستفيقوا من صدمة ليجدوا أن كل شيء قد انتهى، وأن الاعترافات الدولية مستمرة، وأن الـ “بوليساريو”‘ هي مجرد أداة مرهقة محصورة في تندوف للأبد.

دعوة لاستمرار الدعم المغاربي للنظام الجزائري!

لذا، أدعو السيد عطاف وبقية “الذباب السياسي”‘ الجزائري أن يستمروا في ترديد نفس الكلام، وأن يعتبروا كل تمديد جديد للمينورسو ‘إنجازاً’ حتى القرار الأممي القادم. فنحن في المغرب ندرك تماماً: سقوط النظام الجزائري ليس في مصلحتنا حالياً. سقوطه قد يعني ظهور قيادة جديدة قد تتبنى مقاربة أكثر عقلانية وواقعية، وهذا قد يصعب عمل دبلوماسيتنا.

لنُبقِهم في السلطة! لأن النظام الجزائري، بـفشله المتكرر في الحشد الدولي وخطاباته الانفعالية البعيدة عن الواقعية، هو أفضل ضامن لاستمرار الزخم الدبلوماسي المغربي. شكراً جزيلاً لكم أيها القادة العظماء على “خدمة” قضيتنا الوطنية! ف”خليكم معنا على الخط.. ما تقطعوش”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً