“عطاف الخواف” يكشف بالخطأ أسرار ارتباك الجزائر.. كيف ذلك؟

وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف آراء وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف

بعد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء المغربية، خرج وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في ظهور إعلامي كان ينتظره الجميع لتقديم قراءة رسمية لموقف بلاده. لكن ما شهدناه لم يكن بياناً سياسياً، بل كان فضيحة دبلوماسية متكاملة الأركان، كشفت عن حجم الارتباك واليأس الذي يسيطر على النظام الجزائري، لدرجة أن البعض بات يطلق على الوزير لقب “عطاف الخواف”!

لقد جسّد هذا الظهور حالة نادرة من التناقض السياسي، حيث بدا الوزير وكأنه يناقض نفسه في نفس الدقيقة وفي سياق نفس الجملة! وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مدى استقرار الرؤية الدبلوماسية الجزائرية، ونجاعتها في الدفاع عن مواقفها.

المغرب القوي.. المغرب الضعيف!

من أبرز التناقضات التي وقع وزير خارجية الجزائر “عطاف” ما يتعلق بمكانة المغرب وتأثيره الدولي:

  • التناقض الأول: يقول عطاف في سياق حديثه: “المغرب استغل مجلس الأمن ودفعه للتصويت لصالحه”. هذا الاعتراف ضمني يقر بقوة الدبلوماسية المغربية وقدرتها على التأثير في أعلى هيئة دولية.
  • التناقض الثاني والمباشر: ثم يعود ليصف المغرب بأنه “دولة ضعيفة وليس لها تأثير سياسي“، ليصف بلاده في المقابل بـ “القوة الضاربة”، رغم أن الجزائر كانت معزولة تماماً في نفس الجلسة الأممية الأخيرة، واختارت الامتناع عن التصويت، وهو ما فسره المحللون على أنه إقرار بالهزيمة!

هل يمكن لدولة ضعيفة أن “تستغل” مجلس الأمن وتوجه قراراته؟ إن محاولة الجمع بين النقيضين لا تكشف إلا عن ارتباك واضح في محاولة تبرير الفشل للرأي العام الجزائري.

“المؤامرة” التي نحترمها!

ولم تتوقف التناقضات عند هذا الحد، بل امتدت لتطال علاقة الجزائر بالشرعية الدولية نفسها:

  • الطعن في القرار: يصف عطاف قرار مجلس الأمن الذي أقر خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بأنه “مؤامرة ومشكوك فيه”، وهو ما يعد طعناً في نزاهة أعلى مؤسسة أممية.
  • الاحترام الزائف: وفي ذات اللحظة، يعود ليقول: “نحن نحترم القرارات الدولية ونحترم مجلس الأمن والأمم المتحدة”.

كيف تحترم قراراً تصفه علناً بالمؤامرة؟ هذا ازدواج في المعايير يكشف عن سياسة “انتقائية” تتعامل مع قرارات مجلس الأمن على أساس ما يخدم أجندتها التوسعية، فما يوافقها تحترمه، وما يخالفها فهو “مؤامرة”.

الجزائر ليست طرفاً.. لكنها تمسح الديون!

لعل التناقض الأشد إحراجاً والأكثر كشفاً لزيف الموقف الجزائري هو الادعاء بأن الجزائر “ليست طرفاً في الصراع” حول الصحراء المغربية.

  • الإنكار: يدّعي الوزير أن بلاده ليست طرفاً في النزاع.
  • الاعتراف الصريح (غير المقصود): ثم يقر بلسانه أن بلاده “مسحت ديون كل الدول” التي اعترفت بالجمهورية الوهمية، وأنها تسحب سفراءها وتخاصم وتصادق على أساس هذا الملف بالذات! ناهيك عن أن الرئيس الجزائري يتحدث عن “الجمهورية الوهمية” أكثر مما يتحدث عن الجزائر نفسها!

إن ربط المساعدات الاقتصادية والمواقف الدبلوماسية (سحب السفراء) بملف الصحراء ليس دليلاً على الحياد، بل هو تجسيد حي وواضح لكون الجزائر هي الطرف الرئيسي والممول والمحرض في هذا النزاع المفتعل. إن محاولة نفي هذا الدور، بعد كل هذه الاعترافات، لا تجعل النظام الجزائري يبدو محايداً، بل تجعله يبدو مرتبكاً وغير صادق مع الرأي العام الدولي.

في المحصلة، لقد تحول ظهور “عطاف الخواف” إلى فضيحة دبلوماسية بكل المقاييس. إنه يعكس أزمة حقيقية في الخطاب السياسي الجزائري الذي لم يعد يجد ما يقنع به داخله وخارجه بعد النجاحات المتتالية للدبلوماسية المغربية، التي جعلت النظام الجزائري يواجه خيارين لا ثالث لهما: إما أن يعترف بقوة المغرب وتأثيره، أو أن يناقض نفسه أمام العالم. وقد اختار الدبلوماسي الجزائري الخيار الثاني ليضع نفسه وبلاده في موقف لا يُحسدان عليه.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    قوم هبل لادين لاملة لاسياسة، لاعقل ياءمة،ءن كانت امة،ضحكت من جهلها الامم للتذكير،الجنيرال دوكول قال بالحرف لم نخرج من الجزاءر حتى تركنا ابناءنا في بطون الجزاءريات،هذا،قول المستعمر وليس،قولنا، فكيف لايرتبك الوزير ومن فوقه ومن تحته انها المصيبة الكبرى التي عاشتها وتعيشها جارتنا الشرقية .