يرى الكاتب أن المغرب يستغل انتهاء عضوية الجزائر بمجلس الأمن لتعزيز سيادته على الصحراء. تنضم دول حليفة (البحرين، ليبيريا، الكونغو) للمجلس في 2026، داعمة للمغرب. اتساع شبكة الدعم الدولي (الصومال، بنما، اليونان، الدنمارك) واتفاقيات اقتصادية (بروكسل) تعزز الموقف. تحذر المقالة من تحدي كولومبيا، وتؤكد أن المغرب يعمل بحكمة لترسيخ الحكم الذاتي كحل وحيد.
يرى الكاتب نجيب الأضادي أن قضية الصحراء المغربية تمر بمرحلة حاسمة تتطلب ذكاءً استراتيجيًا لتعزيز الموقف الدولي ل “المغرب”. فمع اقتراب انتهاء عضوية الجزائر في مجلس الأمن، يشدد الأضادي على أن الفترة الحالية هي الأهم لتأمين الدعم وتثبيت مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد. التحركات المغربية الأخيرة، وفقًا للكاتب، تؤكد سعي الرباط لترسيخ نفوذها قبل أن تبدأ التوازنات الجديدة داخل الهيئة الأممية بالتشكل.
تعزيز الحصن المغربي في مجلس الأمن
يؤكد الأضادي أن التغييرات القادمة في تركيبة مجلس الأمن ستكون في صالح الموقف المغربي بشكل لافت. ففي يناير 2026، ستنضم ثلاثة دول أعضاء جديدة تحمل التزامًا واضحًا ومُعلنًا بسيادة المغرب:
- البحرين
- ليبيريا
- جمهورية الكونغو الديمقراطية
ويشير نجيب الأضادي إلى أن هذه الدول ليست مجرد أصوات داعمة، بل إنها ترجمت هذا الدعم على الأرض بفتح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة. هذا التعزيز داخل المجلس يكتسب أهمية قصوى قبيل صدور التقرير المرتقب للأمين العام للأمم المتحدة في أبريل، والذي سيكون أساسًا لتقييم مستقبل بعثة المينورسو وتطورات مسار المفاوضات الرباعية.
شبكة دعم دولية تتسع ومؤشرات أوروبية حاسمة
لا يقتصر الدعم المغربي على الأعضاء الجدد في مجلس الأمن. فشبكة التحالفات تتسع لتشمل دولًا فاعلة مثل الصومال وبنما، إضافة إلى الدعم الأوروبي الصريح من دول مثل اليونان والدنمارك، التي صوتت لصالح القرار 2797 في أكتوبر 2025.
ويلفت الأضادي إلى مؤشر اقتصادي-سياسي لا يمكن تجاهله، وهو الاتفاق الفلاحي المؤقت بين الرباط وبروكسل، الذي شمل منتجات الصحراء. هذا الاتفاق، في نظر الكاتب، يمثل اعترافًا أوروبيًا عمليًا بالواقع على الأرض. ومن المتوقع أن تلحق لاتفيا بهذا المسار الداعم مع بداية عضويتها في المجلس، ما يزيد من الثقل الأوروبي المساند للمغرب.
تحدي كولومبيا وإدارة مخاطر التذبذب
رغم هذه النجاحات، يشدد الأضادي على أن الحذر واجب، مشيرًا إلى الموقف المعقد لكولومبيا بقيادة الرئيس غوستافو بيترو. فقرار بوغوتا إعادة الاعتراف بـ “الجمهورية الصحراوي الوهمية” هو تحدٍ دبلوماسي. ومع ذلك، يرى الكاتب أن الانتخابات الرئاسية الكولومبية القادمة قد تعيد خلط الأوراق. وعليه، فإن الدبلوماسية المغربية تضاعف جهودها لضمان مرونة الدول المترددة والحفاظ على تماسك حلفائها.
مرحلة مفصلية لترسيخ السيادة
يخلص نجيب الأضادي إلى أن المغرب يدير ملف الصحراء بـ حكمة استراتيجية فائقة، حيث استثمر في بناء تحالفات دولية قوية واستغل التوازنات المتغيرة في الأمم المتحدة. هذه المرحلة ليست مجرد فترة عادية، بل هي لحظة مفصلية لترسيخ خطة الحكم الذاتي كـ الخيار الوحيد والمستدام لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل، بتأمين الدعم الدولي اللازم.

التعاليق (0)