لماذا سيتضاعف الطلب على المكيفات ثلاث مرات بحلول عام 2050؟

المكيفات طقس وبيئة المكيفات

موجات الحر تدفع العالم نحو “عصر التبريد”

مع تصاعد وتيرة موجات الحر غير المسبوقة حول العالم، يبدو أن المكيفات تسصبح في المستقبل القريب من ضروريات الحياة لا من الكماليات. فقد كشف برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقريره الأخير الصادر على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) بمدينة بيليم البرازيلية، أن الطلب العالمي على أجهزة التكييف قد يتضاعف أكثر من ثلاث مرات بحلول عام 2050 إذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه.

ما وراء تضاعف الطلب على المكيفات: حرارة، ثراء، وسكان أكثر

يرجع التقرير هذه الزيادة الهائلة في الطلب إلى عدة عوامل متشابكة:

  • النمو السكاني، خصوصا في المدن الكبرى ذات المناخ الحار.
  • ارتفاع مستويات الدخل، ما يتيح لفئات جديدة امتلاك أجهزة التبريد.
  • تزايد موجات الحر الشديد الناتجة عن تغير المناخ.
  • سهولة الوصول إلى أجهزة تكييف منخفضة الكفاءة وأكثر تلويثا، خاصة في الدول النامية.

هذه العوامل مجتمعة تجعل من التبريد المنزلي أولوية يومية عبر استعمال المكيفات، لكنها في المقابل تهدد بزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

أزمة بيئية تلوح في الأفق

يتوقع البرنامج أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن مكيفات الهواء ستتضاعف تقريبا بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 7,2 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
هذه الزيادة تعني أن ما يعتبر “حلا للتبريد” قد يتحول تدريجيا إلى أحد أكبر مصادر التسخين الكوكبي.

حلول “التبريد الذكي”: بدائل أقل تلويثا

لمواجهة هذه المعضلة، دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى اعتماد ما يسمى بالحلول السلبية والمنخفضة الطاقة، مثل:

  • التظليل الشمسي الذكي للمباني.
  • التهوية اليدوية والتصميم المعماري المتجدد.
  • الغطاء النباتي في المدن.
  • تحسين العزل الحراري للمنازل.
  • استخدام أنظمة التبريد الهجين التي تجمع بين المراوح ومكيفات منخفضة الاستهلاك.

وأوضح التقرير أن ثلثي الانبعاثات يمكن خفضها من خلال هذه الحلول البسيطة والفعالة، إذا تم دمجها في السياسات الوطنية والتخطيط الحضري.

مكاسب اقتصادية وإنسانية هائلة

لا تقتصر الفوائد على البيئة فقط، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي.
فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن تعميم مشاريع التبريد المستدام قد يتيح التبريد لــ 3 مليارات شخص إضافي بحلول عام 2050، معظمهم من الفئات الضعيفة وذوي الدخل المنخفض، مع توفير نحو 17 تريليون دولار من تكاليف الطاقة التراكمية.

وفي السياق ذاته، تشير مؤسسة “كلايمت ووركس” إلى أن نحو 3 مليارات جهاز تكييف جديد سيتم بيعها حول العالم بين عامي 2025 و2050، وهو رقم يكشف حجم السوق المستقبلي الهائل الذي ينتظر قطاع التبريد.

التبريد ضرورة… لكن بذكاء

بين الضرورة البيئية والراحة الحرارية، يواجه العالم معادلة صعبة: كيف نحافظ على برودة حياتنا دون تسخين كوكبنا؟
الجواب، بحسب الأمم المتحدة، يكمن في إعادة التفكير في التبريد كحق بيئي وليس كترف استهلاكي، عبر تبني حلول مبتكرة ومستدامة تُوازن بين الراحة والمناخ.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً