ملء الفراغ الإبداعي: لماذا تُعد عودة زياش “ضرورة تكتيكية” لا ترفاً عاطفياً للمنتخب المغربي؟

حكيم زياش رفقة حكيمي رياضة حكيم زياش رفقة حكيمي

يدور جدل حول عودة زياش للمنتخب المغربي. الأداء المخيب والفراغ التكتيكي يثيران مطالب بعودته، لتميزه في صناعة اللعب والكرات الثابتة. انقسمت الآراء حول مدى جاهزيته، لكن الركراكي يرحب به مشروطًا باستعادة مستواه. عودته قد تكون ضرورية لحل معضلة هجومية.

مع اقتراب صافرة البداية لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025، تعود التساؤلات مجددًا لتلقي بظلالها على قائمة المنتخب المغربي، وتحديداً حول مصير النجم حكيم زياش وإمكانية عودته إلى صفوف “أسود الأطلس”. هذا الجدل ليس عاطفياً فحسب، بل أصبح يرتكز على معطيات فنية تشير إلى وجود فراغ تكتيكي لم يُسَدّ بعد في خط هجوم المنتخب.

الأداء المخيب والفراغ التكتيكي: صرخة الجماهير

عقب الأداء الذي وُصف بـ “المخيب” للمنتخب الوطني في مباراته الأخيرة أمام منتخب الموزمبيق (الذي يحتل المركز 101 عالمياً)، ارتفعت حدة الانتقادات الجماهيرية. هذه الموجة الجديدة لم تقف عند حدود نقد الأداء، بل تصاعدت مطالبها بضرورة تدخل الناخب الوطني، وليد الركراكي، لإعادة زياش إلى التشكيلة الأساسية.

ويرى جزء كبير من الجماهير أن الدور الذي كان يشغله زياش في المنظومة الهجومية لا يزال شاغراً، وأن أيّاً من اللاعبين الذين شغلوا مكانه لم ينجح حتى الآن في تعويض الإضافة النوعية أو ملء الفراغ الإبداعي الذي تركه.

لماذا زياش تحديداً؟

تكمن قيمة الاعب في كونه صانع اللعب الأبرز من الجهة اليمنى، وهو دور لم ينجح أي لاعب حالي في شغله بالكفاءة ذاتها.

  • القدرة على فك التكتلات: يمتلك زياش قدرة فريدة على اختراق الدفاعات المتكتلة عبر التمريرات المفتاحية (Key Passes) القاتلة، وهو ما افتقده المنتخب بشدة أمام منتخبات تلعب بخطوط متأخرة.
  • سلاح الكرات الثابتة: يُعد زياش متخصصاً عالمياً في تنفيذ الركنيات والركلات الحرة، وهي ميزة تكتيكية حاسمة في البطولات الكبرى والمباريات المغلقة. افتقار المنتخب حالياً لمنفذ دقيق للكرات العرضية والركنيات يُعد نقصاً واضحاً.

الانقسام الجماهيري: هل فقد زياش إمكانياته؟

بالتزامن مع المطالبات الواسعة، برز رأيان متناقضان على صفحات التواصل الاجتماعي حول جدوى عودة نجم الوداد:

  • الرأي المؤيد (الأغلبية): يتمنى أغلب المعلقين عودة اللاعب لتشكيلة “أسود الأطلس”، معتبرين إياه عنصراً حاسماً، حيث يقول أحد المتابعين: “زياش مطلوب وطنياً وعالمياً… مباريات كأس إفريقيا وكأس العالم يبقى ناقصاً دون زياش. للأمانة بلاصتو كينا غير الركنيات معدناش لي يسنطري بحالو…” هذا الرأي يركز على قيمة زياش الثابتة كـ “جودة لا تعوض”.
  • الرأي المتحفظ: يرى البعض أن عودة اللاعب قد لا تكون مجدية، مشيرين إلى أنه “فقد الكثير من إمكانياته” بعد فترة من عدم الاستقرار وغيابه عن المشاركة بانتظام وهو لتو انضم لفريق الوداد الرياضي، وأن مستواه الحالي لا يمكن أن يُنتظر منه “إضافة للفريق المغربي”. هذا الطرح يركز على عامل الجاهزية والواقعية.

ترحيب الركراكي: رهان على استعادة الإيقاع

آخر تصريح للناخب الوطني وليد الركراكي عن حكيم زياش كان في 7 نونبر عقب ندوة صحفية، وهو تصريح يحمل دلالات ترحيب مشروط.

  • الإشادة بالقيمة: وصف مدرب “الأسود” زياش بأنه: “واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ المنتخب الوطني، وهو ما يؤكد إدراكه الكامل لقيمة اللاعب الفنية والتاريخية.
  • الرهان على الجاهزية: أكد الركراكي أن انضمام الاعب إلى الوداد الرياضي سيمنح زخماً كبيراً وسيعيد له الإيقاع التنافسي المطلوب، قائلاً: “أي شخص سيكون سعيداً برؤيته في الملعب، لأن هذا ما كنا ننتظره منذ حوالي خمسة أشهر.”

هذا يعني أن قرار العودة لن يكون عاطفياً، بل هو رهان فني تكتيكي مرتبط بمدى قدرة زياش على استعادة اللياقة الذهنية والبدنية المطلوبة لخوض غمار بطولة إفريقية عالية الكثافة.

عودة الاعب، إن تمت، لن تكون مجرد قرار إرضاء للجماهير، بل هي مفتاح لحل معضلة هجومية تتمثل في غياب صانع ألعاب من الطراز الأول القادر على فك التكتلات واستغلال الكرات الثابتة.

ويترقب القارئ المغربي القائمة النهائية للمنتخب، لمعرفة ما إذا كان الركراكي سيوازن بين الخبرة والإمكانيات الفذة التي يمتلكها زياش، وضمان وصوله لأقصى درجات الجاهزية في الوقت المناسب ليكون هو القطعة المفقودة التي ستعيد التوهج لـ “أسود الأطلس” في تحدي “الكان” والذي لم يعد تفصلنا عنه إلا أيام قليلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً