كيف أحبطت موريتانيا مخططا جزائريا لزرع كيان انفصالي في قلب الساحل؟

أعلام المغرب وموريتانيا والجزائر مختارات أعلام المغرب وموريتانيا والجزائر

تحليل نجيب الأضادي يكشف عن إحباط موريتانيا لمخطط جزائري لإنشاء كيان انفصالي في الشمال الغربي، بناءً على تسريبات استخباراتية فرنسية. المخطط استهدف تغيير السلطة واختراق البنية السياسية. التحرك الموريتاني يعكس تحولاً نحو عقيدة أمنية استباقية. الجزائر تحاول استعادة النفوذ، بينما المغرب يبني علاقات مستقرة مع موريتانيا، مما يجعل أي محاولة انفصالية تهديداً للمنطقة. المقال يؤكد تحول الصراع في الساحل إلى صراع معلوماتي وأمني، ورسالة موريتانيا: الأمن والسيادة غير قابلين للمساومة.

✍️ تحليل وتعليق نجيب الأضادي

تكشف معطيات استخباراتية مسرّبة من مديرية الاستخبارات الخارجية الفرنسية DGSE عن واحدة من أخطر المحاولات التي استهدفت البنية الداخلية لموريتانيا منذ عقدين، وذلك عبر مخطط جزائري محكم يستند إلى اختراق البنية السياسية والاعتماد على شخصيات موريتانية تم تجنيدها بهدوء في دول أوروبية.

المخطط، وفق التقرير، كان يستهدف إحداث تحول مفاجئ في السلطة يمكن الجزائر من إنشاء كيان انفصالي تابع للبوليساريو في شمال غرب موريتانيا فور نجاح العملية. خطوة كهذه كانت ستغيّر موازين القوى في الساحل، وتُدخل المنطقة في مرحلة غير مسبوقة من الاضطراب.

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تعامل مع المعطيات بصرامة واضحة، فأطلق سلسلة إقالات وتدقيقات أمنية غير مسبوقة، وفتح قنوات بحث مع جميع الأطراف التي قد تكون على صلة بهذا المشروع التخريبي.
هذا التحرك يعكس إدراكا متزايدا بأن الحرب الهجينة لم تعد افتراضا نظريا، بل واقعا تتقنه قوى إقليمية لتغيير الخرائط دون ضجيج.

من زاوية استراتيجية خاصة، أرى أن هذا التقرير يكشف ثلاثة تحولات محورية:

  1. نهاية مرحلة الغموض الاستراتيجي في موريتانيا

موريتانيا، التي لطالما اتسم موقفها بالحذر، انتقلت إلى عقيدة أمنية هجومية-استباقية. وهذا يعكس إدراك نواكشوط بأن الصراع في الساحل لم يعد بعيداً عنها، بل يدخل إليها عبر منافذ سياسية واجتماعية.

  1. الجزائر تتحرك بمنطق “الفراغ الاستراتيجي”

بعد تراجع نفوذها في شمال إفريقيا وتعثر أدواتها الإقليمية، تحاول الجزائر استعادة المبادرة عبر فتح جبهة جديدة في موريتانيا، خصوصاً بعد تعاظم الدور المغربي في إفريقيا وتوسع نفوذه داخل المنظمات القارية.

  1. المغرب والمصالح العليا للمنطقة

المغرب، بسياساته الهادئة والرؤية الملكية الاستباقية، بنى علاقة متوازنة ومستقرة مع موريتانيا. وهذا ما يجعل أي محاولة لخلق وضع انفصالي بجوار حدوده تهديداً مباشراً للأمن المغربي والإقليمي.
فالاستراتيجية المغربية في الساحل قائمة على الاستقرار، التنمية، ومحاربة التطرف وليس صناعة الفراغات أو هندسة الفوضى.

اليوم، بات واضحا أن معركة النفوذ في الساحل لم تعد دبلوماسية فقط، بل تحوّلت إلى صراع معلوماتي وأمني تُستخدم فيه أدوات الاختراق والتنصيب السياسي.

وموريتانيا، بما قامت به، أرسلت رسالة قوية: الأمن ليس مجالا للمساومة، والسيادة لا تُستأجر لأطراف تريد أن تعبث بالأمن الإقليمي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً