ما قصة تصريح نبيل باها الذي أغضب رجال التعليم؟

نبيل باها مختارات نبيل باها

أثار تصريح نبيل باها، مدرب أشبال المغرب، جدلاً بسبب مقارنة بين المدرسة وأجواء كأس العالم. التربويون رأوا فيه تقليلاً من قيمة التعليم. المقال يوضح أن التصريح كان تحفيزيًا وعفويًا، يعكس طبيعة الأطفال المحبة للهو. يؤكد المقال على أهمية المدرسة كمنطلق للنجاح، وأن باها نفسه خريجها. الهدف هو الاحتفاء بالإنجاز الرياضي مع التأكيد على أهمية التعليم.

أثار تصريح المدرب نبيل باها، المدير الفني للمنتخب المغربي للأشبال (أقل من 17 سنة)، جدلاً واسعاً بعد تأهل فريقه التاريخي للدور ثمن النهائي في كأس العالم بقطر. التصريح، الذي جاء في سياق تحفيزي، خلف ردود فعل قوية من رجال ونساء التعليم الذين اعتبروه تقليلاً غير مقبول من قيمة المدرسة ودورها، مفضلين عليها أجواء اللعب والترف. فما هي القصة الحقيقية وراء هذا الجدل؟ وهل أخطأنا في تفسير المقصد؟.

تصريح التحفيز وقلق التربويين المشروع

تصريح نبيل باها كان عبارة عن سؤال موجه للاعبين الشباب: “واش بغيتو ترجعو للمدرسة ولا تبقاو هنا في أجواء كأس العالم ولوطيل وتاكلو مزيان وتفيقو على خاطركم…؟”، معلقاً بأن “الدراري مازال باغيين يبقاو هنايا”.

هذا السؤال، ورغم بساطته، أثار ملاحظات قوية. من زاوية التربويين، فإن التصريح، القادم من شخصية عامة ومؤثرة، قد يُعزز صورة نمطية سلبية عن التعليم، مكرساً المقارنة بين جدية الدراسة ومتعة اللعب. هذه المخاوف كانت في محلها، فالمدرسة هي المؤسسة التي تُشكّل الأجيال، وأي إشارة قد تُفسر على أنها تبخيس لدورها تُقابَل بتحفظ شديد.

العفوية.. سيكولوجية الطفل والمدرب

هنا، ندعو إلى قراءة التصريح من زاوية مختلفة، دون نفي وجاهة القلق التربوي. ربما نكون قد حملنا كلمات باها أكثر مما تحتمل، إذ جاءت عفوية وتلامس الإحساس الطفولي العابر.

فلنتذكر جميعاً أن أي إنسان، مهما كان محباً للعلم، يميل بطبعه، خاصة في سن الطفولة والمراهقة، إلى اللهو واللعب والهروب من الالتزام. المدرسة ترتبط في أذهانهم بـ “الواجبات، الفروض، الامتحان، والاستيقاظ المبكر”، في حين أن المشاركة في كأس العالم تعني لهم المتعة، الإنجاز، والشهرة العالمية.

  • لعبة المدرب الأب: ما قاله باها هو في جوهره أسلوب تشويق وتحفيز لا أكثر. إنه يزرع فيهم الرغبة في الانتصار ليتمكنوا من الاستمرار في هذا الحلم الجميل. هو تصرف يمكن أن يقوم به أي والد يريد أن يحفز ابنه، جاعلاً من نجاحه في مهمة ما شرطاً لمواصلة ما يحبه.

المدرسة.. المصدر والمنطلق

من الضروري التأكيد على أن الهدف ليس المفاضلة بين العلم والرياضة، فالمدرسة هي الأساس الذي ينطلق منه كل نجاح.

نحن جميعاً نحترم المدرسة ودورها الجوهري. وأليس نبيل باها نفسه، الذي يتكلم بطلاقة ويحلل ويناقش، هو خريج المدارس التعليمية قبل أن يكون خريج المدارس الكروية؟ إن إنجازه وإنجاز فتيانه هو في النهاية نتاج منظومة تربوية متكاملة ساهمت في صقل شخصياتهم.

إن تصريح باها، الذي أشار إلى الفرق بين الإلزام الدراسي والمتعة الكروية، جاء كجسر لزرع الحماس، وليس كإعلان للحرب على التعليم. لنحتفي بهذا الإنجاز الرياضي لـ “الأشبال” مع التأكيد على أن رغبتهم في البقاء في الدوحة لا تعني كرههم للعودة إلى فصولهم الدراسية، بل تعكس سيكولوجية اللحظة وحلاوة النصر.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً