منظمة أمام المنتخب المغربي.. مهزومة أمام الصومال! هل يُبالغ الركراكي في تبرير الأداء؟

المنتخب المغربي ووليد الركراكي رياضة المنتخب المغربي ووليد الركراكي

لطالما كانت التصريحات التي تلي المباريات الودية ل”المنتخب المغربي”مثار جدل ونقاش بين الجماهير والمحللين. فبعد الفوز الأخير على الموزمبيق، أدلى المدرب وليد الركراكي بتصريح يلخص فيه مجريات اللقاء، مشيراً إلى أن المنتخب خنقهم، وأنه واجه “منتخباً منظماً دفاعياً وحارس قوي”. هذا الوصف ليس جديداًـ ففي كل مواجهة يتعثر فيها “الأسود” أو يفوزون بصعوبة، يتحول الخصم إلى جدار دفاعي صلب بقرار من المدرب.

الزاوية التي يطرحها المشهد الكروي لخصومنا، بعد مواجهتهم ل”المنتخب المغربي”، تثير تساؤلات جدية حول مدى دقة هذا الوصف. كيف يمكن لمنتخبات تنهزم بـ “الرباعيات والخماسيات” أمام خصوم آخرين أن تتحول فجأة إلى “منتخبات منظمة دفاعياً” حينما تواجه كتيبة وليد الركراكي؟

التناقض الصارخ: البحرين والموزمبيق في ميزان الأرقام

لننظر إلى الأمثلة الأخيرة التي تضع تصريحات المدرب تحت المجهر:

  1. البحرين: واجهها المنتخب المغربي مؤخراً وخرج بانتصار شاق بهدف وحيد في الأنفاس الأخيرة. أعطى الركراكي الانطباع بأنها كانت مواجهة معقدة. لكن، المفاجأة تأتي بعد أيام قليلة، حيث تنهزم البحرين بعقر دارها أمام الصومال بنتيجة 2-1، وهو منتخب يعتبر تصنيفه عالمياً أقل بكثير من أن يشكل تهديداً لـ “المنتخب المنظم” الذي تحدث عنه الركراكي. إذا كانت البحرين بهذا التنظيم والقوة، فكيف سقطت أمام منتخب بمقومات الصومال؟
  1. الموزمبيق: هي الحالة الأبرز، فبعد أن افتخر الركراكي بـ “خنقها” والخروج بانتصار، تعادلت الموزمبيق اليوم بمشقة بالغة 2-2 أمام التشاد، المنتخب المصنف عالمياً في المركز 178! لم يأتِ هدف التعادل للموزمبيق إلا في آخر أنفاس المباراة. هذا التعادل الشاق أمام منتخب ضعيف عالمياً ينسف بشكل كبير فكرة “المنتخب المنظم” الذي يواجه “الأسود”، ويدفع للتساؤل: هل فعلاً كان التنظيم الدفاعي هو العائق، أم أن الأداء الهجومي المغربي هو من جعلها تبدو كذلك؟

“التنظيم الدفاعي” ستار لضعف الأداء؟

يبدو أن استخدام مصطلح “منتخب منظم دفاعياً” تحول إلى حجة شبه جاهزة لتفسير غياب الفعالية الهجومية للمنتخب المغربي. فبدلاً من التركيز على:

  • بطء البناء الهجومي وعدم كفاية الحلول المتاحة لاختراق التكتلات الدفاعية.
  • غياب اللمسة الأخيرة في منطقة الجزاء، خاصة ضد المنتخبات التي تدافع بعمق.
  • الرتابة في خلق الفرص وعدم استغلال الأطراف بالشكل الأمثل.

يتم تحميل المسؤولية على قوة الخصم غير الظاهرة في مبارياته الأخرى. هذا التحويل قد يكون له تأثير سلبي، حيث يصرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية في منظومة خلق الفرص وتسجيل الأهداف، ويجعل الفوز على هذه المنتخبات الشبه منظمة يبدو إنجازاً.

دعوة للموضوعية

إن المنتخب المغربي، بصفته رابع العالم، مطالب بأن يتجاوز هذه الخصوم بسهولة وفعالية أكبر. إن النتائج التي تحققها الموزمبيق والبحرين أمام منتخبات أخرى، تكشف أن مشكلة المنتخب قد لا تكون في قوة الخصم، بل في قدرته على فرض أسلوبه الهجومي وتفكيك الدفاعات المتواضعة، وهي نقطة تحتاج إلى معالجة جذرية قبل دخول غمار نهائيات كأس أفريقيا 2025.

التحدي الحقيقي ليس في “خنق” منتخبات يمكن لأضعف التصنيفات العالمية أن تسجل فيها، بل في صياغة جمل تكتيكية تترجم السيطرة والاستحواذ إلى أهداف غزيرة تليق بمكانة “الأسود” الدولية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً