يبدو أن المغرب مقبل على واحد من أقوى الانخفاضات الحرارية لهذا الخريف، وذلك وفق نماذج جوية عالمية تشير إلى تسرب كتل هوائية باردة نحو المنطقة. الخرائط التي نُشرت اليوم تُظهر موجة برد واسعة تمتد من أوروبا الغربية إلى شمال إفريقيا، ما ينذر بليالٍ شديدة البرودة في عدة مناطق من المملكة.
في هذا التقرير، نقدّم قراءة مبسّطة وموجزة للقارئ المغربي حول ما ينتظرنا خلال الأيام المقبلة، ولماذا تُعد هذه الموجة غير اعتيادية في هذا الوقت من السنة.
انخفاضات حرارية حادة… هل هي بداية شتاء بارد؟
تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن درجات الحرارة ستعرف انخفاضًا كبيرًا خلال الليل والصباح في مختلف مناطق البلاد، بدءًا من اليوم الثلاثاء 18 نونبر وإلى غاية نهاية الأسبوع. لكن ذروة البرودة ستُسجل يوم السبت 22 نونبر، حيث يتوقع أن تنخفض الحرارة بشكل حاد خصوصًا في المناطق الجبلية.
المناطق الأكثر تأثرًا بالبرد
بحسب النماذج الجوية (GFS وECMWF)، فإن المناطق التالية ستشهد أبرد درجات:
- الهضاب العليا الشرقية
- مرتفعات الأطلس المتوسط
- مرتفعات الأطلس الكبير
في هذه المناطق، قد تتراوح درجات الحرارة الدنيا بين 4 درجات وناقص 3 درجات، مع احتمال تسجيل –5 درجات في القمم الجبلية الضيقة، وفق ما يظهر في خرائط الحرارة عند 2 متر وخرائط الانحراف الحراري.
الأرصاد الجوية تدخل على الخط:
أكّد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، لموقع “سيت أنفو”، أن المغرب مقبل على موجة برودة واضحة ابتداءً من يوم الأربعاء، مع توقع تشكل صقيعات محلية على مناطق الأطلس.
وأوضح يوعابد أن هذا الطقس البارد سيستمر حتى يوم الخميس، مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة الدنيا على المستوى الوطني، في حين تبقى الأمطار الخفيفة محصورة على منطقة طنجة وبعض المناطق الشمالية.
وبالنسبة لنهاية الأسبوع، أفاد المسؤول بأن التوقعات تشير إلى أجواء متقلبة يوم الجمعة، مع هطول قطرات مطرية متفرقة بشمال البلاد، قبل أن تعود الأجواء إلى الاستقرار تدريجياً خلال بقية عطلة نهاية الأسبوع.
وأضاف يوعابد أن الطقس الهادئ المصحوب بانخفاض طفيف في الحرارة يستدعي توخي الحذر، لا سيما في المناطق الجبلية التي تشهد صقيعاً محلياً.
لماذا هذا الانخفاض غير معتاد؟
الخرائط تظهر بوضوح تسرب كتلة باردة من أصل قطبي تمتد من أوروبا نحو المغرب. ويمكن ملاحظة لون الأزرق والبنفسجي الداكن فوق غرب أوروبا وشمال إفريقيا، ما يعكس انحرافًا حراريًا كبيرًا عن المعدل الطبيعي.
هذا يعني أن الحرارة ستنخفض بـ4 إلى 8 درجات أقل من المتوسط المعتاد في هذا الوقت من السنة، وهو ما يُفسر الإحساس الكبير بالبرودة الذي سيشعر به المواطنون، خاصة خلال الليل والصباح الباكر.

ما الذي يجب أن يتوقعه المواطنون خلال موجة برد؟
وفق المعطيات الحالية، فإن أبرز ما سيُلاحظ خلال الأيام المقبلة هو:
ـ إحساس كبير بالبرد مساءً وصباحًا
حتى في المدن الداخلية كفاس، مكناس، بني ملال وسطات.
ـ احتمال ظهور الجريحة (الصقيع)
خصوصًا في الحقول والمناطق القريبة من الوديان والهضاب.
ـ انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة في المناطق الشمالية والشرقية
مثل وجدة، تازة، الحسيمة، وصفرو.
ـ برودة واضحة حتى في المدن الساحلية
مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة، بفعل وصول الرياح الشمالية الباردة.

هل نحن أمام بداية شتاء أقوى من المعتاد؟
تُظهر نماذج الانحراف الحراري أن المغرب يدخل في نمط جوي يميل إلى البرودة، على عكس السنوات الأخيرة التي طغى عليها الدفء خلال الخريف. هذا التغيير يرتبط باحتمال:
- تعمّق المنخفض الأطلسي شمال أوروبا
- وانزلاق الكتل الهوائية الباردة جنوبًا
- إضافة إلى ارتفاع الضغط الجوي في شمال إفريقيا الذي يسمح بتمرّد الهواء القطبي
هذه المعطيات قد تشير إلى شتاء بارد نسبيًا هذا العام، لكن ذلك يحتاج إلى تأكيد خلال النشرات القادمة.
ويبدو أن المغرب يتجه نحو موجة برد غير معتادة خلال هذا الأسبوع، خصوصًا مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع. ورغم أن الأمر طبيعي في المناطق الجبلية، فإن الانخفاض المتوقع يُعتبر استثنائيًا، خصوصًا مع وصول الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)